الصفحة 2 من 3
ثورة بيوتكنولوجية
التقرير المذكور قدمه كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، مايك ماكول، وأشار فيه إلى وجود "أدلة" كثيرة على أن علماء معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات، وبمساعدة خبراء أميركيين، وبتمويل "حكومي" صيني - أميركي، كانوا يعملون على تعديل فيروسات كورونا لإصابة البشر، سراً في المختبر، ودعا التقرير لإجراء تحقيق من جانب الحزبين الديموقراطي والجمهوري في أصول الجائحة.
منذ بدء انتشار كوفيد-19، وحتى الآن، تراشقت واشنطن وبكين الاتهامات بالمسؤولية عن "تخليق كورونا"، ولو أصغينا إلى تلك الاتهامات، لتبين لنا أن البشرية تحيا بالفعل "ثورة بيوتكنولوجية"، عن طريق الهندسة الوراثية. في أيلول (سبتمبر) الماضي، نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالةً للكاتب فيفك وادوا، تناول فيها فرضية تخليق فيروس جديد باستخدام الهندسة الوراثية، في معمل صغير مجهز بتكنولوجيا رخيصة. أوضح وادوا أنه لو لم تكن الهندسة الوراثية وراء جائحة كورونا، فمن الممكن أن تكون السبب في إطلاق العنان لجائحة قادمة؛ مبيناً أن خطوة الباحث البيولوجي الأولى كي يصمم فيروساً تتمثل في الحصول على المعلومات الجينية "الوراثية" لمسبب المرض الموجود - مثل أحد فيروسات كورونا التي تسبب نزلات البرد - والتي يمكن بعد ذلك تغييرها لتخليق شيء أكثر خطورة.
بفضل الهندسة الوراثية، أصبحت الأدوات اللازمة لتخليق فيروس رخيصة جداً ومتاحة بسهولة، بحيث يمكن لأي عالم مارق أو هاكر "مُخترق – مُخرب" بيولوجي في سن طلبة الكلية استخدامها على طاولة المطبخ، باستعمال معدات متوفرة على موقع أمازون، ما يخلق تهديدات كبيرة. ويمكن أن يأخذ الأمر أبعاداً أشد خطورة، في إطار إعادة هندسة الوجود الإنساني على سطح البسيطة، بزيادة نسل من يعتبرون أنفسهم "الأفضل" والأكثر تقدماً، وتقليل نسل "الأسوأ" والأكثر تخلفاً، ولو حتى بقتله. عن طريق التكنولوجيا نستطيع النفاذ إلى داخل المادة الوراثية للفرد، والتغيير والتبديل فيها، وتكون النتائج فورية، ما دفع المفكر الأميركي فرنسيس فوكوياما لتأليف كتاب "نهاية الإنسان، عواقب الثورة البيوتكنولوجية"، للتحذير من خطر يتهدد الإنسانية برمّتها، لذلك ربما تستخدم هذه التقنيات سلاحاً إرهابياً، ورأينا كيف ركعت اقتصادات الدول أمام "كورونا المُستجد".