السؤال ليس من عندى، لكنه مطروح فى وسائل الإعلام المختلفة هنا.. وهو لا يتعلق بجانب واحد فقط من حياة هذا المجتمع، لا السياسة فقط، ولا الاقتصاد، ولا الحياة الأسرية أو الاجتماعية..
لا يتعلق بانهيار الخدمات العامة، الصحة والتعليم والأمن فقط؛ بل يشمل ما أصاب البشر من تدهور انعكس فى تزايُد ملحوظ فى الجرائم الغريبة.. الطعن العشوائى للناس بالسّكين فى الشارع.. والاغتصاب.
سنتوقف اليوم عند ظاهرة رصدتها الأجهزة الرسمية هى التزايد المخيف لعدد جرائم الاغتصاب؛ خصوصًا فى العاصمة لندن، فهل يصدّق أحد أن هناك أكثر من 25 جريمة اغتصاب تقع كل يوم فى العاصمة البريطانية؟!
هذا ما ورد فى بيانات البوليس عن الحالات التى يتم الإبلاغ عنها فقط، فهناك جرائم لا يتم الإبلاغ عنها؛ خوفًا من الفضيحة أو من المغتصب المجرم نفسه.
الأرقام الرسمية حسب هيئة الإحصاء البريطانية تشير إلى أنه خلال الشهور الاثنى عشر الماضية تم الإبلاغ عن 9274جريمة اغتصاب فى لندن، بزيادة قدرها 1078 جريمة عن الفترة نفسها من العام الماضى. وهذا يمثل 17 % زيادة فى عدد المبلغين عن هذه الجرائم.
وبلغت الزيادة نسبة 65 % فى هذه الجرائم بالمقارنة بعددها المبلغ عنه فى عام 2016.
مع ملاحظة أن الأرقام هنا قد تكشف عن مسألة أخرى لا تتعلق بزيادة جرائم الاغتصاب بقدر ما تعنى زيادة فى نسبة الإقدام على إبلاغ البوليس بها.
ويرجع المسئولون الزيادة فى عدد البلاغات إلى الحملات التى تقودها وسائل الإعلام حول هذه الجرائم وأيضًا إلى نشاط جمعيات حماية المرأة فى التوعية بضرورة الإبلاغ عن هذه الجرائم، وسبب ثالث هو الجريمة الشهيرة التى وقعت فى مارس من العام الماضى وتابعتها الصحف، عندما أقدم شرطى على اغتصاب امرأة شابة ثم قتلها.. ما أثار الرأى العام وزاد من وعى الناس بضرورة مكافحة جرائم الاغتصاب والإبلاغ عنها.