الصفحة 2 من 3
البحث عن بدائل
بحسب مجموعة من الخبراء والمتخصصين في شؤون الجماعات الإسلامية الذين تواصلت معهم “العرب”، بات التنظيم مهتما بالبحث عن التمدد في مناطق نفوذ جديدة وبناء مرتكزات للتواجد في دول شرق أوروبا مثل روسيا وأوكرانيا وتوظيف حالة السيولة الأمنية في دول القرن الأفريقي التي تتمدد فيها التنظيمات الإرهابية كما هو الحال في الصومال برعاية تركية، والاتجاه نحو أفغانستان استغلالاً للحضور الفاعل لحركة طالبان، مع البقاء في إنجلترا كمركز رئيسي لإدارة عملياته.
وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد سلطان أن الأزمة التي يواجهها التن ظيم الدولي مركبة وذات أبعاد متعددة، لأنه يعاني من وجود قياداته المؤثرين داخل السجون المصرية، ومن تبقوا في الخارج تعرضوا لانتكاسات عدة جراء القرارات التي اتخذتها بعض الدول الأوروبية بشأن التعامل مع جماعات الإسلام السياسي، في حين أن التنظيم لم يحظ بعد بدعم الرئيس الأميركي جو بادين.
وأضاف أن الجماعة تلقت نصائح من دوائر صنع القرار الأميركية بضرورة إعادة تحسين صورتها أولاً قبل أن تكون هناك حوارات وتفاهمات جديدة، في وقت يتعرض فيه التنظيم لانتكاسات تجعله غير قادر على الحركة، ما يدفعه إلى البحث عن حضور في مناطق لا تشكل أهمية جيوساسية له، مثلما هو الحال بالنسبة إلى الوضع في منطقة الشرق الأوسط، لكنها بالأساس مرحلة مؤقتة إلى حين تحسن أوضاعه.
وأشار إلى أن التنظيم ينتشر في إطار استراتيجيات التمدد الصامت ولا يريد لفت الأنظار إلى تحركاته كي يتمكن من الإفلات من إجراءات المراقبة والملاحقة، ويمضي في تحريك قطاعاته المختلفة التي يعتمد عليها في كل قارة للبحث عن مناطق رخوة بدلا من تلك التي تعرض فيها لضربات شعبية وقانونية وسياسية مؤخراً.
ومن المتوقع أن يكون حضور التنظيم مستقبلا، بجانب شرق وغرب أفريقيا، في بعض دول شرق أوروبا وترسيخ وجوده في دول وسط آسيا وبلاد القوقاز في ظل التضييق الذي تتعرض له قياداته وكوادره في كل من إندونيسيا وماليزيا والفلبين.
ويعتقد سلطان أن التنظيم الدولي يحاول أن يستفيد من الدروس التي تعرض لها في الدول العربية ويرفض أن يضع البيض كله في سلة التواجد في تركيا وإنجلترا، فذهب البعض إلى كندا، ويعول على الوصول إلى قواسم مشتركة مع طالبان في أفغانستان.
وقد يلجأ التنظيم الدولي إلى تحريك قواعده الإعلامية والتنظيمية بما يجعله أكثر قدرة على المراوغة والتأثير، وثمة كوادر إعلامية حالياً في تركيا سيتم نقلها إلى كل من لندن ومدريد وباريس على أن ينقسم تواجد قيادات العمل المسلح بين تركيا والصومال.