أكد المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة، ماغنوس برونر، أمس الخميس 12 ديسمبر 2024، أن إعادة اللاجئين السوريين قسرًا إلى وطنهم "غير ممكنة" في الوقت الحالي، في ظل الظروف المتقلبة التي تعيشها سوريا، وذلك بعد إعلان النمسا خطتها لترحيل اللاجئين السوريين عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
مقالات ذات صلة:
واشنطن تدافع عن التوغل الإسرائيلي في سوريا: "دفاع عن النفس"
جمال سليمان: هل يفتح الباب أمام حقبة جديدة في السياسة السورية؟
موقف أوروبي موحد: العودة القسرية غير ممكنة
جاءت تصريحات برونر عقب محادثات مع وزراء الداخلية الأوروبيين في بروكسل، حيث شدد على أن أي خطوة لإعادة اللاجئين بشكل قسري ستكون "سابقة لأوانها" في ضوء عدم استقرار الوضع في سوريا. وأضاف أن العودة الطوعية، وليس القسرية، هي الخيار الأنسب حاليًا للسوريين، خصوصًا في ظل احتفال البعض بنهاية حكم الأسد، الذي وُصف بالقمعي.
هيئة تحرير الشام تقود المرحلة الانتقالية
تشهد سوريا تغيرات سياسية كبيرة بعد الإطاحة بالرئيس الأسد، حيث أعلنت فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام تشكيل حكومة انتقالية بقيادة رئيس وزراء مؤقت حتى مارس المقبل. وتعهدت الحكومة بتحقيق دولة قائمة على القانون والمؤسسات.
ومع ذلك، فإن العديد من الدول الأوروبية تبدي حذرًا شديدًا تجاه مستقبل سوريا، مشيرة إلى الارتباط السابق لهيئة تحرير الشام بالجماعات الجهادية، مما يثير مخاوف بشأن قدرة الدولة على تحقيق استقرار دائم في ظل التعدد العرقي والمذهبي.
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى دعم العودة الطوعية
في ظل الوضع المتقلب، دعا برونر دول الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الدعم المالي للاجئين الراغبين في العودة الطوعية إلى سوريا. وأكد في مؤتمر صحفي أن "علينا التركيز على العودة الطوعية، وتوفير الدعم اللازم لتحقيق ذلك".
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بمسألة المال، أعتقد أنه يجب علينا اتخاذ خطوات ملموسة".
النمسا تثير الجدل بخطتها للترحيل
كانت النمسا قد أثارت جدلًا واسعًا هذا الأسبوع بإعلان نيتها ترحيل اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام الأسد، ما وضعها في مواجهة مع موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أن الظروف في سوريا ما زالت غير مهيأة لإعادة اللاجئين.
مستقبل غامض لسوريا
رغم الإطاحة بالرئيس الأسد، فإن حالة عدم اليقين لا تزال تخيم على مستقبل سوريا. فالتحولات السياسية تُرافقها مخاوف من عودة الصراعات الداخلية، خصوصًا مع التركيبة المتعددة الأعراق والطوائف التي تتطلب حلولًا مستدامة لتحقيق الاستقرار.
يظل الاتحاد الأوروبي، إذًا، متريثًا في اتخاذ أي قرارات بشأن عودة اللاجئين السوريين، مع تأكيده على ضرورة مراعاة الكرامة الإنسانية وظروف الأمن والاستقرار في أي خطوات مقبلة.