هل تفتح كريسبر "صندوق باندورا؟"
في أبريل/نيسان 2015، صدمت الصين العالم عندما عبرت الخط الأحمر وقامت بتحرير جينات أجنة بشرية لأول مرة في التاريخ، الفريق الطبي الصيني المكون من 18 باحثاً، قام بإجراء تجاربه على 80 جنيناً بشرياً في المختبر، لكن المجلات العلمية الكبيرة مثل "نيتشر" و"ساينس جورنال" رفضت نشر بحثهم لدواعٍ أخلاقية، فاضطروا لنشرها في مجلة متواضعة تسمى "بروتين آند سيل"، وهو الشيء الذي أثار حالة من الاضطراب والجدل الذي ما زال مستمراً حتى الآن، حيث دفع العلماء آنذاك للمطالبة بعقد قمة تاريخية لتحرير الجينات في ديسمبر/كانون الأول، نظمها علماء من الصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، كان النقاش فيها في غاية الإثارة، فمع إن العلماء أجمعوا على الأمل المحتمل الذي تفتحه هذه التكنولوجيا للأمراض الوراثية النادرة والخطيرة، لكن من السهل الانزلاق من تعديل جينات الأجنة في المختبر إلى الأجنة الحية، لا أحد مستعد بعد لعصر يصبح فيه تعديل الحمض النووي مثل مستند في برنامج "مايكروسوفت وورد" كما يقول فيفيك واداوا الباحث في جامعة ستانفورد.
الأمر يشبه صندوق "باندورا" الذي ورد في الأساطير الأغريقية، الذي خرجت منه الشرور، كوابيس عديدة وجدت طريقها عبر كلمة هنا وكلمة من هناك، حالة القلق كانت مسيطرة بقوة على القمة التي يعرف كل عالم فيها أن العالم لن يعود بعد ذلك كما كان، أبداً.