مسوخ "فرانكشتاين" تخرج عن السيطرة
صحيفة Washington Post كانت قد ذكرت في تقرير لها عن مخاوف الباحثين من سيناريو "أطفال فرانكشتاين"، على غرار رواية الرعب الشهيرة، عندما أراد فيكتور فرانكشتاين صنع إنسان لاكتشاف سر إكسير الحياة، لكن الأمر يخرج عن السيطرة ويظهر مسخ بالغ القبح يخرج عن السيطرة.
الأمر ذاته قد يحدث إذا أدى عبثنا بعدد قليل من الجينات إلى مجموعة كاملة من التداعيات والأخطاء الجينية التي لا رجعة فيها، الشيء الذي لن يؤثر على الجيل الأول فقط وإنما على الأجيال التالية أيضاً، حيث سيغير كل خلية في أجسادهم دون رجعة وإلى الأبد كما نشر مركز العلوم الجينية والمجتمع في بيان إعلامي له، لهذا يركز أصحاب الأموال حالياً على تمويل الشركات التي تستخدم كريسبر في المناطق الأكثر أماناً مثل معالجة الأمراض الجينية دون العبث بالخلايا الوراثية.
ويبدو أن أبريل/نيسان شهر مميز بالنسبة لتكنولوجيا كريسبر مع الأجنة البشرية، فبالإضافة إلى الاختراق الذي قام به الفريق الصيني عندما كان أول من يقوم بتحرير جينات الأجنة البشرية فيه العام الماضي، أعلن علماء صينيون في أبريل/نيسان هذا العام عن قيامهم بتعديل جينات في الأجنة لمحاولة تحصينهم ضد فيروس نقص المناعة الإيدز، نجحت في أربعة أجنة فقط، لكن أحد الباحثين في الفريق قال إن الصين لم تصل للدرجة التي بلغتها المملكة المتحدة عندما أعلنت الحكومة أنها تعطي الرخصة لفريق من العلماء يقوم بتحرير جينات أجنة غير قابلة للحياة للكشف عن سبب الإجهاض والعقم، لتكون الموافقة الحكومية الأول في العالم، لكن اليابان لحقتها في آخر أبريل أيضاً هذا العام لتعلن موافقتها على تحرير الأجنة في المختبرات، لكن بدون أن تتطور إلى تجارب إكينيكية تحمل بها النساء وتبعث إلى الحياة.
قمة واشنطن الجينية حدث فيها اختلاف على أهمية الأبحاث، لكنها أجمعت على وجوب عدم الوصول بتجارب تحرير الجينات في الأجنة إلى مرحلة بعث الحياة في الوقت الحالي حتى يتم التأكد من أمانها الكامل، المجموعة الصينية الأولى التي قامت بهذه التجربة كانت في غاية الموضوعية عندما أعلنت أن المشكلات واجهتها، وعن كونهم أوقفوا البحث بعد النتائج السيئة، وأن الجنين في بعض الأحيان يتجاهل قالب الجين المضاف ويحدث طفرات وراثية غير متوقعة في نفسه، قائلين أنهم يدركون أن التكنولوجيا التي استخدموها غير ناضجة البتة، وأنه يتعين عليهم أن يكونوا دقيقين مئة بالمئة لإنتاج أجنة طبيعية، لكن، بحد تعبير "الواشنطن بوست"، يصعب ألا نعترف أن تكنولوجيا كريسبر أخرجت الجين (وليس الجني) من القمقم!