تشهد تونس في الفترة الأخيرة انتشارًا ملحوظًا لمرض الحمى القلاعية، خاصة في المناطق الحدودية مثل ولاية جندوبة، التي كانت إحدى البؤر الأولى لتفشي المرض الصيف الماضي. هذا الوضع دفع السلطات الصحية والمختصين إلى تكثيف جهودهم لمكافحة المرض الذي يهدد الثروة الحيوانية في البلاد.
مقالات ذات صلة:
تعزيز شبكة توزيع أدوية السرطان في تونس: جهود جديدة لتحسين رعاية المرضى
تعطّل الأجهزة الطبية في المستشفيات العامة: هل هو خلل فني أم تعطيل متعمد لتحويل المرضى للقطاع الخاص؟
تحذيرات صحية في تونس: لا إصابات بإنفلونزا الطيور حتى الآن رغم انتشار المرض في الجزائر
وشدد عميد الأطباء البياطرة، أحمد رجب، على أن الحمى القلاعية هي مرض معدٍ يصيب الحيوانات وينتقل بسهولة عبر الحشرات، مشيرًا إلى أن القانون التونسي يصنف المرض ضمن الأمراض الحيوانية الخطيرة التي تتطلب تدخلاً عاجلاً. وعلى الرغم من أن الحمى القلاعية لا تنتقل إلى الإنسان، إلا أن تأثيرها على الثروة الحيوانية يمكن أن يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة، خصوصًا فيما يتعلق بالقطيع وإنتاجية الحليب واللحوم.
الحلول المقترحة لمكافحة الحمى القلاعية
في ضوء هذه الأزمة الصحية، اقترح أحمد رجب عدة حلول استباقية لمواجهة تفشي الحمى القلاعية:
1. تلقيح القطيع بشكل سريع: دعا إلى ضرورة تسريع وتيرة التلقيح على نطاق واسع للحد من انتشار المرض. يعتبر التلقيح واحدًا من أكثر الأساليب فعالية في مكافحة الأمراض الحيوانية الموبوءة.
2. تنظيم حملات توعوية للمربين: أشار إلى أهمية التوعية المستمرة للمربين حول كيفية الوقاية من المرض، بما في ذلك تنظيف الإسطبلات والتخلص من المياه الراكدة التي تشكل بيئة مناسبة لانتشار الحشرات.
3. تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص: أوضح أن الحكومة التونسية يجب أن تعتمد على التعاون بين القطاعين العام والخاص، كما حدث في مكافحة داء الكلب من خلال التوكيل الصحي الذي نجح في تعويض نقص الإطار البيطري المتخصص.
4. تشديد الرقابة في المسالخ: دعا إلى تكثيف الرقابة في المسالخ ومنع ذبح الحيوانات المريضة، مع التأكد من جودة اللحوم المعروضة في الأسواق لتفادي انتشار المرض عن طريق الاستهلاك البشري.
هذه الإجراءات الاستباقية تعتبر أساسية للحد من انتشار الحمى القلاعية، وهي تمثل تحديًا كبيرًا أمام الحكومة والقطاع البيطري في تونس، خاصة مع تزايد الحالات في بعض المناطق الحدودية.