المنتخب التونسي يمكن أن يحسم ترشحه لنهائيات كأس أفريقيا في حال الفوز في الجولتين القادمتين.
تونس – لم يخالف المنتخب التونسي التوقعات التي رشحته ليكون أبرز المتراهنين على التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا في مجموعته، وذلك بعد أن حقق الفوز في مباراتين متتاليتين، لتكون بداية مدربه الجديد منذر الكبيّر موفقة إلى حد كبير. وظهر “نسور قرطاج” بأداء جيد سواء في المواجهة الأولى التي أقيمت، الجمعة الماضي، في تونس ضد منتخب ليبيا، أو في مباراته الثانية خارج أرضه ضد منتخب غينيا الاستوائية.
وبعد أن تمكن من الفوز برباعية كاملة ضد نظيره الليبي في مباراة “تسيدها” زملاء المساكني، حصل التأكيد في مباراة الثلاثاء في العاصمة الغينية مالابو عندما كان المنتخب التونسي الطرف الأفضل على امتداد ردهات المباراة.
ونجح تبعا لذلك في حصد ست نقاط جعلته ينفرد مبكرا بالصدارة في مجموعته ويتقدم بخطى ثابتة نحو النهائيات، حيث يبتعد عن أقرب ملاحقيه بفارق ثلاث نقاط، كما أنه سيلاقي في الجولة الثالثة منتخب تنزانيا في مباراة تبدو خلالها مهمة “النسور” سهلة نسبيا لحصد فوز جديد.
نجاح مبدئي
ما يمكن قوله في هذا السياق إن المدرب منذر الكبيّر تمكن من الخروج أبرز مستفيد عقب المباراتين، حيث رد مؤقتا على كل المشككين بخصوص قدرته على قيادة المنتخب التونسي إلى تحقيق نتائج رائعة.
فالكبيّر الذي اعتبره البعض غير “مؤهل” لتدريب المنتخب التونسي الأول بسبب فقدانه الخبرة اللازمة، وفّق في التعامل مع الرصيد البشري المتوفر لديه، وتمكن من قيادة “نسور قرطاج” إلى الجمع بين النتيجة والأداء في المباراتين الأخيرتين. ويقول الصحافي التونسي زهير ورد، إن هذه النتائج تدعو إلى التفاؤل بعد أن حقق الكبيّر النجاح المنشود إلى حد الآن. واعتبر أن ما تحقق يجب تأكيده في المواعيد القادمة، وخاصة في تصفيات كأس العالم.
وذكر أن “ما يحسب للكبير أنه حافظ على نواة المنتخب التونسي الذي حقق نتائج جيدة في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة، عامل الاستقرار ساعده كثيرا في عمله. كما أن بدء المباريات الرسمية بمواجهة منتخبات، تبدو في المتناول، جعل هذه المهمة تكون ناجحة إلى حد الآن”.
منذر الكبيّر تمكن من الخروج كأبرز مستفيد عقب المباراتين، حيث رد على كل المشككين في قدرته على قيادة منتخب تونس
وتحدث الكبيّر عقب مباراة غينيا الاستوائية مشيرا إلى أن أداء المنتخب التونسي يشهد تحسنا تدريجيا من مباراة إلى أخرى. وأوضح أن وجود عدد من اللاعبين الجيدين سيساعده بلا شك على مواصلة المهمة بمعنويات مرتفعة.وأضاف في هذا الصدد، “لقد توصلنا مبكرا إلى قطع خطوة ثابتة نحو التأهل. ويمكن القول إن حظوظنا وافرة لتحقيق هذا الهدف بما أن التصفيات تتيح لمنتخبين من كل مجموعة الترشح إلى النهائيات. علينا أن تستثمر بعض النقاط الإيجابية التي ظهرت في مواجهتي ليبيا وغينيا الاستوائية ومواصلة العمل بكل جدية استعدادا للمباريات المقبلة”.
قاعدة أكبر
مع اقتراب العام الحالي من نهايته سينهي المنتخب التونسي التزاماته في سنة شهدت بروزه في نهائيات أمم أفريقيا الأخيرة بمصر قبل أن يعرف إقالة مدربه السابق الفرنسي ألان جيراس. ويتم تكليف المدرب المحلي منذر الكبيّر بتولي المهمة. والأكثر من ذلك أن خوض ما لا يقل عن سبع مباريات ودية ورسمية أسهم أيضا في نجاح الكبيّر بهذه المهمة، ومكنه من توسيع “قاعدة الخيارات” وتوجيه الدعوة إلى بعض اللاعبين الجدد.
وهذا المعطى يؤكد توجه المدير الفني التونسي إلى المراوحة بين مواصلة منح الثقة الكاملة للاعبين القدامى و”ضخ دماء جديدة” صلب المنتخب، ما يسمح له مستقبلا بإيجاد حلول بديلة في صورة غياب بعض الركائز.
وشهدت المباراة الأولى للمنتخب التونسي بقيادة الكبيّر منذ شهرين مشاركة عدد من اللاعبين المتكونين في أوروبا على غرار حمزة بن رفيع وعمر العيوني وجيرمي دودزياك. وهؤلاء اللاعبون شاركوا آنذاك لأول مرة.
أما في المباراة الأخيرة ضد غينيا فقد منح الجهاز الفني ثقته للاعب الشاب محمد علي بن رمضان ليسجل بدوره أول ظهور له مع نسور قرطاج. وفي المقابل فتح الكبيّر الباب لأغلب اللاعبين القدامى وفي مقدمتهم المدافع أيمن عبدالنور الذي جدد العهد مع المنتخب بعد غياب دام حوالي عامين.
وفي هذا السياق أوضح علي معلول في حديثه عن تجربة الكبيّر مع المنتخب قائلا، “من العوامل الإيجابية التي يوفرها التعامل مع مدرب محلي أنه يعرف جيدا خصوصيات الكرة التونسية وكذلك مدى جاهزية كافة اللاعبين. ومع المدرب الكبيّر بدأ المنتخب التونسي جاهزا على جميع النواحي رغم بعض التغييرات التي طرأت على قائمته”.