أشرف المعهد الوطني للتراث، بمشاركة فريق من الباحثين والمحافظين والتقنيين، على تنفيذ سلسلة من المشاريع الأثرية البارزة، من جرد القطع الأثرية إلى ترميم المواقع التاريخية، مرورًا بالحفريات الجديدة التي تكشف عن ماضي تونس العريق.
مقالات ذات صلة:
إدراج "طوايف غبنتن" ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو
تونس تسعى لإدراج حديقة الظاهر الجيولوجية ضمن التراث العالمي
طريق الفطائر: تظاهرة ترويحية نحو إدراج التراث التونسي على قائمة اليونسكو
جرد شامل للتراث التونسي
ضمن مشروع "2024 سنة الجرد"، تمكن فريق العمل من جرد 236,000 قطعة أثرية حتى نهاية نوفمبر، من أصل حوالي 350,000 قطعة موزعة على متاحف ومواقع أثرية بأنحاء البلاد. وأشار الأستاذ طارق البكوش، مدير عام المعهد الوطني للتراث، إلى أن عملية الجرد متواصلة، حيث كشف العمل بموقع قرطاج الأثري وحده عن وجود 103,000 قطعة محفوظة. وقد تم تكريم المشاركين في هذه الجهود خلال احتفالية خاصة تسلّموا فيها شهادات تقدير.
ترميم معالم تاريخية بارزة
أولى المعهد اهتمامًا خاصًا بترميم وصيانة المعالم التاريخية، مثل:
* ميضأة السلطان: تم ترميم الأسقف الخشبية وتجهيز الموقع ليكون وجهة سياحية ضمن مسالك مدينة تونس العتيقة.
* حنايا الحفصية بباردو: بدأت أعمال ترميم الأجزاء المتداعية، مع استخدام مواد وتقنيات تقليدية للمحافظة على أصالة الموقع.
* سور القيروان: تمت معاينة الأضرار من قبل فريق إيطالي مختص، لإعداد خطة تدخل لإعادة بناء وترميم السور التاريخي.
حفريات أثرية تفتح نوافذ على الماضي
في أكتوبر الماضي، نفذ المعهد حفرية أثرية بموقع "كستيليا" بين مدينتي توزر ودڨاش، حيث تم الكشف عن مبانٍ سكنية بجوار كنيسة مسيحية، مما يضيف إلى الفهم التاريخي للموقع.
استرجاع القطع الأثرية المصدّرة
يواصل المعهد جهوده لاسترجاع القطع الأثرية التي تم تصديرها مؤقتًا في الفترة بين 1980-1997 للدراسة والتحليل. ومن أبرز هذه الجهود التنسيق مع جامعة "جورجيا" الأمريكية لاستعادة 11,795 قطعة أثرية، منها 3,460 قطعة نقدية، ضمن مشروع مشترك مع "اليونسكو" لحماية موقع قرطاج الأثري.
إرث حضاري في خدمة المستقبل
من خلال مشاريع الجرد، الترميم، والحفريات، يسعى المعهد الوطني للتراث للحفاظ على تاريخ تونس الغني وإبرازه للعالم، ليظل هذا الإرث مصدر فخر وركيزة للتنمية الثقافية والسياحية.