قالت صحيفة "هاآرتس" العبرية إن "مصر تضغط من أجل تحرك جماعي ضد الدول التي تتهمها بدعم "الإرهاب"، وعلى رأسها قطر التي تدعم جماعة "الإخوان المسلمين"، في وقت يشير فيه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى "وجود دعم مالي وعسكري ومعنوي للجماعات الإرهابية يمكنها من القتال".
وذكرت الصحيفة أن "الرئيس المصري دعا خلال كلمة أمام منتدى بمدينة أسوان الأربعاء الماضي إلى اتخاذ إجراءات أسماها بالحاسمة والجماعية ضد البلدان التي تدعم الإرهاب"؛ فيما اعتبرته إشارة واضحة إلى قطر التي تدعم جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر.
وأوضحت أن "الاجتماع حضره قادة النيجر وتشاد ونيجيريا والسنغال إلى جانب مسؤولين من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، في وقت تعتبر فيه مناطق كثيرة بالقارة الأفريقية موطنًا لمتشددين مرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش".
وتابعت: "الأمر يأتي وسط حرب تشنها مصر منذ سنوات ضد داعش، وهو القتال الذي اندلع واشتد وطيسه بعد سقوط رجل الإخوان المسلمين محمد مرسي عام 2013".
وذكرت أن "الحرب ضد المتطرفين تركزت في شبه جزيرة سيناء، وكذلك في الصحراء الغربية الشاسعة، والتي شهدت هجمات قاتلة تم إلقاء مسؤولية تنفيذها على المتشددين الذين تسللوا من ليبيا المجاورة".
وأشارت إلى أنه "منذ إسقاط مرسي، ازداد التوتر بين مصر وقطر، في وقت صنفت فيه القاهرة جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي، وفي نفس الوقت يدعم السيسي الجنرال خليفة حفتر الليبي في حربه الدائرة بالجارة الغربية لمصر".
ولفتت إلى أن الرئيس المصري يرى أن "حلاً سياسيًا شاملاً سيتحقق في الأشهر المقبلة من أجل إنهاء النزاع في ليبيا، والتي تعيش حالة من الفوضى بعد الحرب الأهلية عام 2011 والإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي".
وقالت: "السيسي لم يخض في تفاصيل هذا الحل ولم يعط أي معلومات عنه، لكن من المرجح أنه يشير إلى مؤتمر برلين الدولي الذي يهدف للتوصل لاتفاق بشأن الإجراءات اللازمة لإنهاء الصراع، والذي كان من المقرر عقده في أكتوبر، لكن يبدو أنه تم تأجيله".
ومضت: "بعد الحرب الأهلية عام 2011 ، انحدرت ليبيا إلى حالة الفوضى وانقسمت إلى جزئين، فمن ناحية إدارة ضعيفة تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس تشرف على غرب البلاد وحكومة منافسة في الشرق متحالفة مع الجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر".
وختمت الصحيفة: "حفتر يقاتل منذ أشهر مجموعة من الميليشيات المتحالفة مع حكومة طرابلس من أجل السيطرة على العاصمة، ويحظى الرجل بدعم من الإمارات ومصر، فضلاً عن فرنسا وروسيا، بينما تتلقى الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها مساعدات من قطر وإيطاليا".