اختر لغتك

 
 كاتب بريطاني: هكذا تهين إسرائيل بدو فلسطين لتتوسع

كاتب بريطاني: هكذا تهين إسرائيل بدو فلسطين لتتوسع - سلسلة من الإهانات

سلسلة من الإهانات

يعتبر التهديد بنقل البدو من موطنهم آخر حلقة في سلسلة متعاقبة من الإهانات التي يتعرض لها البدو الفلسطينيون على أيدي الإسرائيليين.

ينتمي عرب الجهالين إلى قبيلة كانت في الأصل قد طردت من صحراء النقب حين أخرجهم منها الجيش الإسرائيلي في خمسينيات القرن الماضي، فانتقلوا إلى حيث توجد في الجوار الآن مستوطنة كفار أدوميم التي طردوا ثانية من موقعها.

تحرم إسرائيل البدو من الاستفادة من الخدمات العامة ومن البنية التحتية الأساسية، تماما كما تفعل مع معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة "ج" داخل الضفة الغربية، ومن ذلك أنه لا يسمح لهم بالوصول إلى شبكة الكهرباء. وفي عام 2015 صادرت الإدارة المدنية الإسرائيلية 12 لوحة شمسية كانت قد قدمت كتبرع للبدو، ثم تمكن البدو من استعادتها فيما بعد على إثر معركة قضائية طويلة.

ولا يسمح لهم باستخدام الطريق السريع الذي يصل ما بين أريحا والقدس، على الرغم من أنه بالكاد يبعد عنهم 100 متر، وبإمكان المرء سماع أصوات السيارات العابرة فوق الطريق من داخل القرية البدوية.

قال لي إبراهيم: "يستغرقك الوصول إلى أريحا عبر الطريق السريع عشر دقائق، ولكن نظرا لأننا مفصولون عن الطريق، فإن الرحلة تستغرقنا نصف ساعة".

ويترتب على هذا العزل تداعيات مأساوية. فقد إبراهيم ابنته آية في حادثة محلية، ويرى أنها فقدت حياتها بسبب التأخر في نقلها إلى المستشفى، ويقول: "لقد ماتت، وكان يمكن إنقاذها".

جلست أتحدث مع إبراهيم داخل فناء مدرسة بالجوار، وعلى مسامعنا أصوات التلاميذ وهم ينشدون داخل الفصل. وحتى هذا الموقع، الذي يخدم ما يزيد عن 150 تلميذاً يقدمون من التجمعات السكانية المجاورة، مهدد بالهدم والإزالة.

حدثت إبراهيم عن الغضب المتنامي داخل بريطانيا وفي الغرب عموما إزاء خطة هدم وإزالة قريته. وقلت له إن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يشعر بقلق شديد وأن مائة نائب من نواب الشعب في البرلمان البريطاني وجهوا رسالة إلى السفير الإسرائيلي يحذرونه من أن الهدم قد يمثل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

إلا أن البدو، وهذا أمر متفهم، يشكون في جدوى هذا الاستعراض الأخير لمشاعر القلق لدى الغربيين، فقد تعودوا على رؤية مظاهر دعم لهم في الغرب ولكنها في العادة لا تعني شيئاً على الإطلاق.

وسجل زيارة القرية حافل بأسماء العظماء والمشاهير من كل حدب وصوب. تشتمل قائمة الزائرين على أسماء شخصيات مرموقة مثل وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت، وكذلك سلفه توبياس وود، وزعيم حزب العمال السابق إد ميليباند، ومساعد أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة فاليري آموس، والزعيم السابق للحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا مارتن شولز، ووزير خارجية حكومة الظل في بريطانيا إيميلي ثورنباري، ووزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيغ، وغيرهم ممن يشكلون قائمة بما يزيد عن ستين اسماً يحتويها الكتاب.

وكم قدمت تقارير وتليت على مسامع المسؤولين في الأمم المتحدة وداخل البرلمان البريطاني وفي البرلمان الأوروبي وكذلك في السويد والنرويج. وكل ذلك لم يكن له أدنى تأثير على إسرائيل.

إذا ما مضت إسرائيل ونفذت قرار الهدم والإزالة فستكون تلك لحظة فارقة في تاريخ احتلال الضفة الغربية. فخلال العقود القليلة الماضية انتهجت إسرائيل سياسة كانت، في الأغلب، لا تصل إلى النقل (الترانسفير) القسري للسكان.

ما مارسته السلطات بدلا من ذلك تمثل في تحويل الظروف التي يعيشها الفلسطينيون إلى شيء لا يطاق بحيث ينتهي بهم المطاف إلى أن يرحلوا طواعية. أما الآن، فيبدو أن السلطات تتجه نحو الترحيل القسري: ويعني ذلك في واقع الأمر إحلال مجموعة عرقية محل مجمعة عرقية أخرى باستخدام العنف. وهذا هو التطهير العرقي.

وهو ما عبرت عنه منظمة بيتسيلم الحقوقية بقولها: "ليس هذا انتهاكا بسيطا أو عابرا للقانون الإنساني الدولي، بل هو خرق يرقى إلى جريمة الحرب".

 

آخر الأخبار

اصدار بطاقة إيداع بالسجن بحق رئيس مدير عام الخطوط التونسية وكاتب عام نقابتها بتهم فساد

اصدار بطاقة إيداع بالسجن بحق رئيس مدير عام الخطوط التونسية وكاتب عام نقابتها بتهم فساد

إسرائيل تعلن عن مقتل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت

إسرائيل تعلن عن مقتل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت

كيفية اغتيال إسماعيل هنية: تصعيد خطير ينذر بتفجر الأوضاع في الشرق الأوسط في انتظار الرد الايراني

كيفية اغتيال إسماعيل هنية: تصعيد خطير ينذر بتفجر الأوضاع في الشرق الأوسط في انتظار الرد الايراني

زبير بية يتولى رسمياً رئاسة الهيئة التسيرية: تعهد بدعم الفريق رغم تحديات الانتداب

زبير بية يتولى رسمياً رئاسة الهيئة التسيرية: تعهد بدعم الفريق رغم تحديات الانتداب

طبرقة: عروض ركحية وتنشيط للمدينة والارياف في الدورة 60 للمهرجان الدولي

طبرقة: عروض ركحية وتنشيط للمدينة والارياف في الدورة 60 للمهرجان الدولي

Please publish modules in offcanvas position.