تغير في إجراءات الاحتلال
بعد زيارتنا إلى خان الأحمر عدنا إلى الطريق وتوجهنا نحو مستوطنة كفار أدوميم المجاورة. مررنا بمحلات تجارية صغيرة، وباستديو تصوير وبمدرسة ابتدائية. وعلى النقيض التام مما عليه الحال وما شهدناه في القرية البدوية، يمكن بسهولة العبور من عدة مخارج تتخلل الطريق المحاط بالحواجز المعدنية. يعيش المستوطنون في بيوت منفصلة ومريحة تطل على مشاهد مذهلة تذكرك بما ورد وصفه في الكتاب المقدس.
أوقفنا السيارة على رأس التلة ونظرنا باتجاه الوادي حيث توجد القرية البدوية في قعره.
وسألت نفسي: ما الذي يراه المستوطنون عندما ينظرون إلى أسفل حيث يعيش البدو؟ هل يرون مجرمين؟ أم إرهابيين؟ أم نوعا من المخلوقات دون البشر يمكن أن يعملوا بهم ما يشاءون من ترحيل وإعادة توطين؟
أخبرني إبراهيم كيف أن بعض المستوطنين في كفار أدوميم وقفوا إلى جانبه، وأنهم كانوا ينزلون في الليل للنوم داخل مخيمه حتى يتسنى لهم المساعدة فيما لو جاءت الجرافات. أثارة وشعور إنساني لا ريب. ولكن المستوطنين في كفار أدوميم هم من تقدموا بعريضة طالبوا فيها بهدم وإزالة مدرسة القرية.
قال لي إبراهيم: "أخشى أن يحدث ذلك نهاية هذا الأسبوع في موسم العطلة بعد رمضان، أيام العيد".
يبدو أنه لا مفر من أن تتعرض هذه المجموعة السكانية إلى الترحيل القسري وبذلك تتحول إلى ضحية أخرى من ضحايا الاحتلال. وستكون تلك خطوة حاسمة باتجاه إقامة تجمع استيطاني ضخم من شأنه أن يفصل شمال الضفة عن جنوبها ويقسمها إلى قسمين.
وسيعني ذلك أن تغيرا سيطرأ على سلوك الاحتلال في الوقت الذي تتحرك فيه إسرائيل باتجاه سياسة الترحيل القسري (الترانسفير) للمجتمعات الفلسطينية الأخرى، وسيصبح بذلك حل الدولتين مجرد حلم ناله التدمير.