أعلنت السيدة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، عن منح جائزة "فاطمة الفهريّة من أجل النهوض بالمرأة بضفتي المتوسط" في دورتها الرابعة لمجموعة من الشخصيات النسائية المتميزة. تم تكريم كل من السيّدة ماري لويز بريكا، رئيسة منظمة "eurochild" والرّئيسة السّابقة لجمهوريّة مالطا، والسيّدة لطيفة الأخضر، الأستاذة الجامعيّة ووزيرة الثّقافة السابقة، والسيّدة ربيعة جلطي الأديبة والأكاديمية الجزائريّة، والسيّدة زهرة سليم، مستثمرة تونسيّة وباعثة مؤسّسة ناشئة، والسيّدة دليلة المفتاحي، الممثّلة التونسيّة والمخرجة المسرحية، والسيّدة روعة التّليلي، الرّياضيّة التونسيّة.
جائزة فاطمة الفهريّة تأتي في إطار الحرص على تكريم الكفاءات المتميّزة في البلدان المتوسّطيّة، اللواتي ساهمن في تعزيز تكافؤ الفرص ودعم المبادرات النّسائيّة في مختلف المجالات. تعد فاطمة الفهريّة واحدة من الأعلام النّسائية التّونسيّة التي كان لهنّ الأثر الرّمزي في بناء التّاريخ والهويّة التّونسيّة المتفرّدة.
تم إعلان الفائزات خلال موكب إسناد الجائزة، الذي أقيم في قصر النجمة الزهراء، وحضره ممثلون عن رئاسة الجمهورية والحكومة، وسفير مالطا، وعدد هام من الشخصيات الوطنية والباحثين والأكاديميين والمبدعين والإعلاميين ونشطاء المجتمع المدني.
وفي إطار الجائزة، تم تكريم روحي مناضلتين تونسيّتين تركتا بصمة في تاريخ تونس، هما الفقيدتان ميّة الجريبي، المناضلة والحقوقية النسويّة، والفقيدة أحلام بالحاج، الدكتورة والحقوقية والناشطة في المجتمع المدني، اعترافاً بنضالاتهما من أجل الارتقاء بحقوق المرأة والطفل.
وأكدت الوزيرة آمال بلحاج موسى أهمية دور المرأة التونسية عبر التاريخ، حيث كانت دعامة أساسية لتأسيس شخصية وطنية متميزة، تتسم بالمساواة وتكافؤ الفرص. وأشارت إلى أن هذا المسار لا يزال يتعزز عبر التاريخ، مثال ذلك تعيين السيدة نجلاء بودن أول رئيسة حكومة في العالم العربي وتضمّ فريقها نسبة هامة من النساء.
وأبرزت الوزيرة أن الفتيات يحققن النجاح والتفوق المدرسي في مختلف المستويات، وأن التعليم يلعب دورًا هامًا في السياسة التونسية ووعي النساء والفتيات بأهمية العلم والمعرفة كمصعد اجتماعي. وأشارت إلى أن نسبة تمدرس البنات في تونس بلغت 99.8%، ونسبة الحضور النسائي في قطاع البحث العلمي بلغت 55%، وتصدرت التونسيات قائمة الإفريقيات والعربيات الرائدات في مجال البحث العلمي حسب تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وتعد جائزة فاطمة الفهريّة فرصة لتكريم النساء الرائدات في مجالات متنوعة مثل الثقافة والعلوم والفنون والرياضة وريادة الأعمال، وتعزيز دور المرأة في المجتمع وتشجيعها على تحقيق النجاح والتفوق. كما تسهم في تعزيز الروح التّضامنية والتعاون بين الدول العربية والمتوسطية وتعزيز التبادل الثقافي والاجتماعي بينها.
وبهذا الاحتفال، يستمر الارتقاء بالمرأة وتكريم إنجازاتها في مختلف المجالات، وتعزيز دورها في بناء مجتمع عادل ومتساوٍ. تظل جائزة فاطمة الفهريّة تجسيدًا للتفاني والتضحية والشجاعة التي يتحلى بها النساء في العالم العربي والمتوسط، وتؤكد على أهمية تعزيز المشاركة الفعّالة والمساواة بين الجنسين في جميع المجالات.