في زمن تتزايد فيه تحديات تربية الأطفال واليافعين، تسلط العطلة الشتوية في تونس الضوء على برامج مبتكرة وشاملة تهدف إلى دعم الطفولة المبكرة وتعزيز القيم الإيجابية. من الأنشطة الترفيهية إلى البرامج التوعوية والمهرجانات الإبداعية، تشكل هذه الفترة منصة لترسيخ الروح الإبداعية والتوازن النفسي والاجتماعي للأطفال.
مقالات ذات صلة:
الطفولة المهددة داخل جدران الأمان: صراع بين الحماية والانتهاك
والدية إيجابية: خطوة نحو المستقبل
في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة (2017-2025) وبالتعاون مع منظمة "اليونسيف"، انطلقت المندوبيات الجهوية، وخاصة في سيدي بوزيد، في تنفيذ ورش عمل استشارية تجمع بين المتخصصين في مجالات الصحة، التغذية، التربية، والحماية الاجتماعية. الهدف هو صياغة برنامج للوالدية الإيجابية يساهم في دعم علاقة الأولياء بأطفالهم وترسيخ ممارسات إيجابية في التنشئة.
الكاف تُضيء العطلة بالتعبير الجسماني
على وقع الحركات والألوان، احتضنت ولاية الكاف مهرجانها الجهوي الأول للتعبير الجسماني تحت شعار "طفل وحركات منبع للإبداعات". المهرجان لم يكن مجرد عرض فني، بل مساحة لتوحيد أطفال مختلف المعتمديات، مقدماً نموذجاً للتكافؤ الاجتماعي والاندماج.
زغوان: عندما يتحول التوعية إلى حوار مفتوح
الأيام التوعوية في زغوان ليست مجرد نشاط روتيني، بل تمثل منصة تفاعلية حيث يناقش الأطفال موضوعات حساسة مثل "أشكال العنف وتأثيراته على الصحة النفسية والعائلية". بإشراف مختصين نفسيين، تفتح هذه اللقاءات المجال للاستماع إلى الأطفال وتلبية تطلعاتهم في بيئتيْ الأسرة والمدرسة.
نايبوليس: مسرح يحاكي الخيال
في سوسة، اصطحب مهرجان نايبوليس لمسرح الطفل الأطفال في رحلة مسرحية ساحرة، حيث تألق العرض المصري "ذات الرداء الأحمر" كحدث رئيسي، ملهماً الصغار ومزجاً بين الترفيه والتعليم.
سيدي بوزيد: الفن والصحة في قلب العطلة
بين ورشات الوالدية الإيجابية وحملات الصحة العامة، تشهد سيدي بوزيد انطلاق فعاليات متنوعة، من بينها عرض مسرح الدمى "أيادي نظيفة للجميع" الذي جمع بين الترفيه وغرس قيم النظافة الشخصية.
المنستير: الفرح يلتقي الثقافة
في قصر هلال بالمنستير، استقطب عرض تنشيطي وفرجوي أكثر من 180 طفلاً، إلى جانب أسرهم، في تظاهرة تعكس التعاون بين الثقافة والأسرة لخلق تجربة شاملة تجمع بين المتعة والمعرفة.
بهذه الأنشطة المتنوعة، تثبت تونس مرة أخرى التزامها العميق بتوفير بيئة تدعم نمو الأطفال في جميع الجوانب، مستفيدة من التعاون بين مختلف القطاعات والمؤسسات الوطنية والدولية. عطلة شتوية لا تقتصر على الترفيه، بل تُعيد تشكيل مستقبل الطفولة في سياق اجتماعي وثقافي متجدد.