حين ينفصل الزوجان، يبقى الطفل الضحية الأكبر، يعيش بين والدين اختارا طريقين مختلفين، لكنه لا يزال بحاجة إلى حب ورعاية الاثنين معًا. فهل يلتزم الأب المطلق بواجباته تجاه ابنه في حضانة الأم؟ أم أن الطلاق يكون أحيانًا بوابة للتخلي عن المسؤولية؟
مقالات ذات صلة:
دراسة حديثة: العلاقة بين طلاق الوالدين والسكتة الدماغية في كبار السن
الطلاق يتصاعد في تونس: 14 ألف حالة سنويًا وسط تغيّرات سكانية خطيرة!
ظاهرة مقلقة: تراجع نسب الزواج وارتفاع الطلاق في تونس
🔴 الأبوة لا تنتهي عند الطلاق!
الطلاق يفسخ الزواج لكنه لا ينهي الأبوة، وهذا ما يؤكده القانون التونسي، إذ تبقى مسؤولية الأب قائمة رغم انتهاء العلاقة الزوجية. فقد نص الفصل 56 من مجلة الأحوال الشخصية التونسية على أن:
"الأب هو المسؤول الأول عن الإنفاق على أبنائه حتى بعد الطلاق، بما يشمل الغذاء، التعليم، السكن، والرعاية الصحية، وذلك وفقًا لما يحدده القاضي بناءً على دخل الأب وظروفه."
⚖️ النفقة.. أكثر من مجرد مال!
🔹 ينص الفصل 53 من مجلة الأحوال الشخصية على أن:
"إذا امتنع الأب عن دفع النفقة الواجبة، فللأم أو الحاضن اللجوء إلى القضاء لإجباره على ذلك، وقد يواجه عقوبات قانونية تصل إلى عقوبة السجن."
لكن النفقة لا تقتصر فقط على الطعام والمسكن، بل تشمل أيضًا:
✔️ مصاريف الدراسة: كرسوم التسجيل، شراء الكتب والأدوات المدرسية.
✔️ اللباس: من حق الطفل أن يحصل على لباس مناسب لمختلف الفصول، وليس فقط على "الضروريات الدنيا".
✔️ الأنشطة الرياضية والثقافية: تنمية الطفل لا تقتصر على التعليم، بل تشمل الرياضة والموسيقى والفنون، وهي جزء من حقه في حياة طبيعية متوازنة.
✔️ الأعياد والمناسبات: الأب ملزم بالمساهمة في فرحة الطفل خلال الأعياد والمناسبات، سواء من خلال الهدايا، الملابس الجديدة، أو الاحتفال به كما لو كان لا يزال يعيش مع والديه معًا.
💔 غياب الأب... جرح لا يندمل
كثيرًا ما نسمع قصصًا عن آباء مطلقين لا يزورون أبناءهم أو يتجاهلونهم، رغم أن الفصل 67 من مجلة الأحوال الشخصية ينص على أن:
"للأبناء الحق في مقابلة الأب حتى في حالة الحضانة لدى الأم، ولا يجوز منعه إلا بقرار قضائي في حالات استثنائية."
لكن رغم هذا النص، هناك آباء لا يلتزمون بزيارات دورية، مما يخلق شرخًا نفسيًا عميقًا لدى الطفل. فهل يدرك الآباء أن غيابهم قد يترك أثرًا لا يُمحى؟
✅ الأب المثالي بعد الطلاق.. كيف يكون؟
✔️ الالتزام بالنفقة: وفقًا للفصل 54 من مجلة الأحوال الشخصية، فإن التقصير في النفقة قد يؤدي إلى عقوبات قانونية، بما في ذلك الحجز على الممتلكات أو الاقتطاع من الراتب.
✔️ التواصل المنتظم: لا يجب أن يكون اللقاء مع الطفل مجرد "واجب"، بل حقًا للطفل يكفله القانون.
✔️ المشاركة في التربية: الحضانة للأم لا تعني أن الأب مجرد "زائر"، بل يجب أن يساهم في تنشئة ابنه، متابعته دراسيًا، مساعدته في اختياراته الحياتية، ومشاركته فرحة نجاحه وأحلامه.
🛑 الأبناء ليسوا ضحايا خلافاتكم!
الطلاق لا ينبغي أن يكون مبررًا لانسحاب الأب من حياة ابنه. فالأبوة مسؤولية أبدية لا يحددها عقد الزواج، بل يفرضها القانون، الضمير، والحب. فهل يدرك كل أب مطلق أن دوره لا يقل أهمية عن دور الأم، حتى بعد الفراق؟ 🤔
