لم يكن جمهور معرض تونس الدولي للكتاب هذه السنة على موعد مع الكتب فقط، بل مع ورشات تُفكك ألغام الطفولة وتواجه شبح الإدمان والاختراق الرقمي وجها لوجه!
في دورة استثنائية حملت شعار "نقرأ لنبني"، قلبت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن الطاولة على المعارض التقليدية، وخرجت من دائرة الترويج الورقي إلى ميادين التأثير الحقيقي، حيث الفعل الميداني، والرسائل التي تهزّ الوعي وتحرك أولياء الأمور من مقاعد الانتظار إلى خط المواجهة!
طفل يناقش… ويحاكم شريطًا مصورًا!
مشهد نادر شهدته قاعة الورشات يوم الثلاثاء 29 أفريل، حيث جلس تلاميذ مدارس ابتدائية يناقشون شريطًا مصورًا ويحوّلونه إلى قصة مكتوبة، في ورشة أدارتها الإدارة العامة للطفولة بالشراكة مع جمعية أدب الطفل. لحظة مدهشة تحوّل فيها الطفل من متلقٍ إلى ناقد، ومن مشاهد إلى كاتب.
طفولة في مرمى الإنترنت... والوزارة تطلق صفارة الإنذار
على الجانب الرقمي، أطلقت الوزارة عبر المركز الوطني للإعلامية الموجهة للطفل ندوة بعنوان "الإرشادات الرقمية: بين التمكين والحماية"، كأنها تقول: "لا وقت للمجاملات... أطفالنا بحاجة إلى تحصين رقمي!"
ندوة بحضور أطفال وأولياء ناقشت ملفات حساسة: من حماية الهوية الرقمية إلى التبليغ عن التهديدات الإلكترونية، مرورًا بالتصفح الآمن وتأمين الحسابات.
من الكاف إلى بن عروس... جولات توعوية لاحتواء الإنترنت والمخدرات!
لم تكتف الوزارة بما يجري في المعرض، بل أطلقت سلسلة من الورشات التحسيسية في الكاف، القيروان، وبن عروس للوقاية من مخاطر الإنترنت، رافقتها ومضات توعوية ونقاشات بإشراف مختصين نفسيين وتربويين.
وفي خطوة لافتة، نظّم مرصد حقوق الطفل لقاءً مفتوحًا حول خطر المخدرات، جمع أطباء واختصاصيين وأولياء، وخرج بتوصية صريحة: "الإدمان ليس مرضًا فقط... بل خطر اجتماعي وثقافي وأمني، والأسرة هي الحصن الأول!"
معرض تونس الدولي للكتاب 2025: كتب تُقرأ... وأطفال يُحمون!
في زمن تكثر فيه التهديدات، اختارت وزارة الأسرة أن تصنع الفرق: بالتثقيف، بالحوار، وبالتحرك الميداني... والرسالة كانت واضحة: طفولة اليوم لا تحتاج فقط إلى كتاب، بل إلى درع!
