في بلدٍ تتقلص فيه الأحلام أمام جدار الواقع، لم يعد الزواج في تونس طقسًا اجتماعيًا بل كابوسًا ماليًا يُطارد الشباب ويقذف بهم إلى دوامة الإحباط أو الهجرة أو العزوف.
فبحسب دراسة كشفت عنها المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك، لم تعد كلفة الزواج في تونس تقلّ عن 50 ألف دينار، ما يعادل تقريبًا راتب موظف متوسط لأكثر من أربع سنوات دون إنفاق دينار واحد.
ولأنّ الأرقام لا ترحم، فإن تفكيك مكونات "ليلة العمر" يكشف المأساة:
- مصوغ (خاتم وطاقم فقط): 8000 دينار
- تجهيز منزل (الأساسيات فقط): 20 ألف دينار
- الحفل وكراء القاعة والسهرتين: 16 ألف دينار
- مصاريف الحلاقة، التصوير، التنقل، التجميل...: 5 إلى 7 آلاف دينار
رئيس المنظمة، لطفي الرياحي، لم يُخفِ قلقه حين قال إن هذه التقديرات تمثل الحد الأدنى، وفق "نموذج تقشفي"، لكن الكلفة قد ترتفع بشكل جنوني بحسب اختيارات العائلات والضغط الاجتماعي.
👈 النتيجة؟
جيل بأكمله يُؤجل الزواج، أو يتخلى عنه نهائيًا. فبحسب دراسة ماضية، 13% من الشباب التونسيين يعزفون عن الزواج بسبب التكاليف الباهظة. رقم مرعب يكشف كيف تحوّلت أقدس علاقة إنسانية إلى مشروع طبقي.
🧠 الأزمة ليست مالية فقط، بل مجتمعية ونفسية أيضًا
الزواج في تونس لم يعد حقًا، بل "ترفًا" لا يقدر عليه إلا من ورث أو اغتنى فجأة. العائلات تنهار تحت ضغط التقاليد، والشباب يهاجر أو يكتئب، والدولة غائبة في مشهد عبثي.
💬 "هل يُعقل أن نُقنع شابًا عمره 30 سنة بدخول قاعة أفراح بـ16 ألف دينار وهو لا يملك حتى ثمن المهر؟"، يتساءل ناشط شبابي ساخرًا.
الحقيقة المؤلمة؟
الزواج في تونس... رفاه فاخر يُعرض على واجهات الحياة، لكن دون إمكانية الشراء.