بقلم: عزيز بن جميع
من بين الأسماء التي تركت بصمة عميقة في معهد المنزه التاسع، يبرز الأستاذ محمد الطاهر البحري، ناظر المعهد السابق، الذي عاش سنوات طويلة بين جدران هذا الصرح التعليمي، حاملاً معه ذكريات لا تُنسى عن التعليم والأساتذة والتلاميذ.
من أستاذ إلى ناظر: مسيرة مليئة بالعطاء
بدأ الأستاذ محمد الطاهر البحري مسيرته المهنية كأستاذ لغة فرنسية، قبل أن يتقلد منصب ناظر بمعهد المنزه التاسع، حيث أمضى سنوات طويلة مليئة بالعطاء، إلى أن تقاعد تاركًا أثرًا لا يُمحى في ذاكرة زملائه وتلاميذه.
ذكريات محفورة في القلب
يقول الأستاذ البحري: "أجمل ذكرياتي هي تلك التي جمعتني بالأساتذة والتلاميذ. كانت حياتنا مليئة بالمواقف الطريفة والمضحكة التي أصبحت بمرور الزمن أروع الذكريات."
ومن بين الشخصيات التي تركت بصمتها في ذاكرته، يذكر المرحوم القيم العام سي بوعلي والمديرة السابقة السيدة بالعربي، والعديد من الأساتذة الذين عمل معهم في تناغم تام.
جيل ذهبي من الأساتذة
يستعرض الأستاذ البحري بفخر أسماء أساتذة برعوا في مجالاتهم، مثل أساتذة الفرنسية الزقلي، التاريخ والجغرافيا شحاته والمنشاوي وزنطور، العربية بن سعيد وبوكاف وشبوح، الإنجليزية دويرة والمجاطي وعطاء الله، التفكير الإسلامي مبارك، الرياضة كعنيش، الرياضيات طنقور وبن بدر، الفيزياء بلحسن، والفلسفة الجندوبي وزلامة. ويؤكد: "كنا نعمل في أجواء صافية ومليئة بالجدية، وهذا ما جعلنا نشكّل الجيل الذهبي للمعهد."
بين الأمس واليوم: حنين إلى الزمن الجميل
بحزن عميق، يعبر الأستاذ البحري عن أسفه لتراجع مستوى التعليم والأخلاق قائلاً: "في الماضي، كان هناك احترام متبادل بين الأستاذ والتلميذ، وكنا نعمل بجدية أكثر. يؤسفني أن أرى هذا التدهور في القيم والمستوى التعليمي."
هوايات تربط الماضي بالحاضر
بعيدًا عن التعليم، يجد الأستاذ البحري متعته في التجوال بأسواق المنار الثاني، والسهر على أنغام الأغاني الفرنسية الكلاسيكية التي عشقها، مثل شارل أزنافور، إديت بياف، ليو فيري، جون فيرا، جيلبار بيكو، جوني هاليداي، ولارا فابيان. يقول: "كانت متعتنا في الفن الراقي والجميل. للأسف، الجمال ضاع مع الزمن الجميل."
رسالة امتنان ووفاء
في ختام حديثه، يوجه الأستاذ البحري شكره العميق لكل من عمل بصدق وإخلاص في مجال التعليم، مؤكداً أن الذكريات الجميلة التي صنعها مع زملائه وتلاميذه ستبقى خالدة في قلبه.
حقًا، الأستاذ محمد الطاهر البحري هو مثال للمعلم المخلص الذي ترك إرثًا يستحق أن يُخلّد في تاريخ التعليم.