من مواجهة نارية في حلبة الملاكمة إلى رابطة إنسانية خالدة، هكذا تحولت العلاقة بين الأسطورتين محمد علي كلاي وجورج فورمان من خصومة رياضية شرسة إلى صداقة عميقة استمرت لعقود.
مقالات ذات صلة:
منظمة الملاكمة العالمية تنفي تجريد إيمان خليف من ميداليتها الذهبية: 'ادعاءات كاذبة وسوء نية
مارك آدامز يدافع عن مشاركة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في أولمبياد باريس 2024.. ولدت أنثى
تحول إيجابي في عالم الملاكمة: جاريل ميلر يعتنق الإسلام ويشارك في نزال تاريخي في الرياض
الخصومة التي صنعت التاريخ
في عام 1974، تابع العالم واحدة من أكثر نزالات الملاكمة إثارة في التاريخ، حين تواجه محمد علي وجورج فورمان في زائير خلال "الصراع في الغابة". كانت المعركة مشحونة بالتوتر، حيث سخر علي من فورمان واصفًا إياه بـ"المومياء"، بينما كان الأخير واثقًا من سحق خصمه. لكن المفاجأة جاءت عندما أسقط علي فورمان في الجولة الثامنة، ليخلّد اسمه كأحد أعظم الملاكمين في التاريخ.
من الحلبة إلى الصداقة العميقة
رغم التوتر الذي سبق النزال، بدأت العلاقة بينهما تتغير مع مرور السنوات. وكشفت رشيدة، ابنة محمد علي، بعد وفاة فورمان عن تفاصيل مذهلة حول العلاقة الوثيقة بين والدها والملاكم العملاق، مشيرة إلى أن والدهما كانا "صديقين حقيقيين".
وفي رسالة تعزية لنجل فورمان، كتبت رشيدة: "والدك يتدرب مع والدي في الجنة"، في إشارة إلى العلاقة العميقة التي جمعت الملاكمين بعد سنوات من المواجهة.
اللحظات التي جمعت الأسطورتين
لم يكن الأمر مجرد مجاملة، بل كان فورمان حاضرًا في جنازة محمد علي عام 2016، مؤكدًا وفاءه لصديقه القديم. كما تبادلا الدعم في العديد من المناسبات، حيث هنأ علي فورمان عندما أصبح أكبر بطل وزن ثقيل في التاريخ عام 1994.
وفي عيد ميلاد علي السبعين، شارك فورمان في الاحتفالات لجمع التبرعات لمكافحة مرض باركنسون الذي عانى منه علي، مما يعكس عمق الروابط الإنسانية بينهما.
إرث الصداقة يتواصل
في ديسمبر الماضي، اجتمعت بنات محمد علي مع أبناء فورمان في هيوستن للاحتفال بالذكرى الخمسين للنزال الشهير. وعن هذا اللقاء، قالت رشيدة: "كان احتفالًا بالإرث والحب الذي جمع والدي وجورج فورمان"، فيما وصف جورج فورمان الابن اللقاء بأنه "أشبه بجمع شمل العائلة".
هكذا تحولت إحدى أعظم المنافسات في التاريخ إلى درس إنساني ملهم، يؤكد أن أعظم العلاقات قد تبدأ بالعداء، لكنها تنتهي بالاحترام والصداقة الخالدة.