اعتاد أهالي تطاوين على أجواء احتفالية متميزة خلال عطلة نصف الثلاثي الثاني، حيث كان المهرجان الدولي للقصور الصحراوية يعد واحدًا من أبرز الأحداث الثقافية في المنطقة. هذا المهرجان، الذي انطلق في دوراته السابقة من مناطق مختلفة في الجهة، كان يجذب الزوار من مختلف أنحاء الجمهورية ومن الخارج، ليتمتعوا بفقراته المتنوعة التي تتنوع بين عروض فنية، مسابقات فروسية، شعر شعبي، وعروض ترفيهية أخرى. إلى جانب ذلك، كان المهرجان فرصة لزيارة المناطق السياحية المميزة في الجهة والتعرف على العادات والتقاليد المحلية.
مقالات ذات صلة:
تونس عاصمة المونودراما: النسخة السابعة من المهرجان الدولي تنطلق في تطاوين
تطاوين: رسالة دكتوراه متميزة حول المهرجانات الصحراوية في الجنوب التونسي
وزيرة الأسرة في تطاوين: دعم ريادة الأعمال النسائية وتوفير مشاريع تنموية للأسر
ولكن، منذ توقف المهرجان في مارس 2022 في دورته الـ41، جابت بعض الأمل في قلوب أهالي تطاوين بعودة النشاط الثقافي إلى الجهة في أقرب الآجال، وتجاوز التحديات التي أدت إلى توقف تنظيمه.
أهمية المهرجان في الدورة الاقتصادية
يؤكد العديد من التجار في الجهة على أن تنظيم المهرجان يعد من العوامل الأساسية التي تنعش الدورة الاقتصادية المحلية. فالمهرجان لا يقتصر على كونه مناسبة ثقافية، بل يشكل أيضًا رافدًا لعدة قطاعات حيوية مثل الصناعات التقليدية ومحلات بيع الحلويات، حيث كان يقام معرض تجاري ومعرض للصناعات التقليدية على هامش الحدث. هذا الأمر كان له انعكاس إيجابي على الحركة التجارية في الجهة، حيث يتوافد الزوار من مختلف المدن، مما يعزز النشاط التجاري وتنوعه.
الجانب الثقافي والتراثي للمهرجان
من جانب آخر، يرى عدد من أهالي الجهة أن المهرجان كان بمثابة فرصة حيوية للتفاعل مع تاريخ المنطقة والتراث الشعبي. إذ كان يمثل لحظات جميلة لمحاكاة حياة الأجداد، ويعيد إحياء العادات والتقاليد التي تميزت بها المنطقة، فضلًا عن المنافسات المثيرة التي كانت تشمل الفروسية والشعر الشعبي، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الرياضية والترفيهية.
ويضيف آخرون أن المهرجان كان يمثل مناسبة مميزة للراحة السنوية، حيث كان الكثير من أهالي تطاوين والمدن المجاورة يخططون لحضور المهرجان كجزء من عطلتهم السنوية، متطلعين للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية والأنشطة التي كان يقدمها.
فرصة لاكتشاف المواهب وإبراز الإبداع
من جانب آخر، يرى بعض الناشطين الثقافيين أن المهرجان كان يمثل فرصة لاكتشاف الإبداعات الفنية والثقافية للمشاركين من داخل تونس وخارجها. إذ كان المهرجان يشهد مشاركة واسعة لفنانين ومبدعين من مختلف الدول، مما يعزز التبادل الثقافي ويتيح الفرصة للاحتكاك بين الثقافات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، كان يتم تنظيم ندوات ثقافية حول التراث المادي واللامادي، وهو ما يعد فرصة للباحثين والمثقفين للاطلاع على آخر المستجدات في مجال الثقافة والتراث.
التطلعات للمستقبل
في الوقت الذي يترقب فيه أهالي تطاوين عودة مهرجان القصور الصحراوية، تظل آمالهم معلقة على تجاوز الصعوبات التي حالت دون تنظيمه في الفترة الأخيرة. ورغم التحديات التي واجهتها الجهة، يبقى المهرجان رمزًا ثقافيًا مهمًا يمثل جزءًا من هوية المنطقة ويشكل فرصة حيوية لدعم القطاعين السياحي والاقتصادي.