اقتصاد تونس | توانسة

في لحظةٍ من الهلع سيطرت فيها العواطف على قرارات المستثمرين، شهدت الأسواق المالية انهيارًا مروعًا كشف عن أنماط قد تكون مؤشراً لمستقبل أكثر تقلبًا.

مقالات ذات صلة:

السفر بالطائرات الخاصة: رفاهية أم استثمار في الوقت؟

ترامب يهدّد اليابان بالرسوم الجمركية.. فهل اشترى إيشيبا رضاه بالغاز والاستثمارات؟

أسواق الأسهم الأمريكية تزدهر وسط تصريحات ترامب واستثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي

الضربة القاضية لعمالقة التكنولوجيا

شهد يوم الاثنين تفاقمًا حادًا لأزمة الأسواق، حيث تلقت شركات التكنولوجيا العملاقة ضربات موجعة. فانخفض سهم «تسلا» بنسبة 15.4%، وتراجعت «مايكروتشيب تكنولوجي» بـ10.6%، كما هبط سهم «بالانتير» بـ10.1%. ولم تسلم حتى «أبل»، التي لطالما اعتُبرت من أكثر الشركات استقرارًا، حيث تراجعت أسهمها بنسبة 5%.

البنوك في مهب العاصفة

لم يكن قطاع البنوك بأفضل حال، حيث عكست الانخفاضات الحادة في أسهم البنوك تصاعد قلق المستثمرين بشأن مستقبل النمو الاقتصادي، وسط تبدد آمالهم في تحسن أوضاع التداول وأسواق رأس المال.

الهروب نحو الملاذات الآمنة

في المقابل، لجأ المستثمرون إلى قطاعات أكثر أمانًا مثل الرعاية الصحية والسلع الأساسية، فيما أنهت أسهم المرافق الجلسة بارتفاع ملحوظ، في إشارة إلى هروب جماعي نحو الاستثمارات الآمنة.

ألغاز غامضة في حركة السوق

لكن تبقى تساؤلات غامضة تحيط بالسوق:

* لماذا لم ترتفع السندات بقوة؟ فبالرغم من انهيار الأسهم، لم يتراجع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلا بـ10 نقاط أساس، أقل بكثير مما كان متوقعًا.

* لماذا ارتفعت أسهم شركات مثل «جنرال موتورز» و«فورد»؟ بينما هبطت أسهم شركات كبرى في قطاع السلع الأساسية مثل «وولمارت» و«كوستكو».

تصحيح أم بداية لانهيار شامل؟

تبقى الأنظار متجهة إلى المؤشرات التي ستكشف ما إذا كان ما نشهده مجرد تصحيح مؤقت أم بداية لانهيار طويل الأمد. فهل سيغتنم المستثمرون فرصة انخفاض الأسعار للشراء؟ أم سيعود البائعون بقوة؟

أوروبا تتحرك بثقلها المالي

في الجانب الأوروبي، قد يُحدث الانهيار الأمريكي تأثيرات أعمق. فقد أعلنت ألمانيا تجاوز قيود «مكابح الديون» لزيادة الإنفاق الدفاعي والبنية التحتية، بينما كشفت المفوضية الأوروبية عن خطة تمويل دفاعي بقيمة 150 مليار يورو.

توقعات مشوبة بالحذر

رغم التفاؤل بتحسن الاقتصاد الأوروبي، إلا أن المحللين يحذرون من المبالغة في التوقعات. فالتغيرات الهيكلية تتطلب وقتًا لتؤتي ثمارها، ولا تزال خطط التمويل الأوروبي تواجه تحديات سياسية واقتصادية معقدة.

الخلاصة

تعيش الأسواق حالة من الغموض الشديد، حيث يسيطر القلق والترقب على المستثمرين. وبينما ينتظر الجميع إشارات واضحة من الأسواق والسياسات الحكومية، يبقى السؤال الأبرز: هل نحن أمام عاصفة عابرة أم بداية لتحولات مالية كبرى تهز الاقتصاد العالمي؟