تركيا تواجه التداعيات
كانت أوكرانيا مثل السد الذي يوقف المزيد من النفوذ والضغط الروسي في المنطقة. وحذر مسؤول تركي من أن “سقوط أوكرانيا ستكون له تداعيات مباشرة على تركيا”.
وتضخمت رهانات تركيا من خلال اكتشاف حقل غاز طبيعي في مياهها الساحلية على البحر الأسود العام الماضي يمكن أن يوفر وفقا لوزير الطاقة فاتح دونماز ما يقارب ثلث الاحتياجات المحلية التركية بحلول 2027.
ومع تصاعد الأزمة في أوكرانيا يمكن أن تكتشف تركيا أن حماية هاتين المصلحتين قد لا تسمح لها بعد الآن بأداء عملها الموازن، حيث تحافظ تركيا على شراكة هشة مع روسيا تدعمها الإدارة الحذرة للخلافات، بينما تظل حليفا غربيا ملتزما بالدفاع عن التحالف الغربي. ويتلاءم الدعم الاقتصادي والعسكري التركي لأوكرانيا والتتار في القرم ورفضها الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 بشكل جيد مع توازنات تركيا على الحبال المشدودة مع سياسة الناتو.
لكن اعتراف بوتين هذا الأسبوع بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين الانفصاليتين، ونقل القوات الروسية إلى تلك المناطق، يهددان بإفقاد تركيا توازنها على حبلها المشدود. ومن المرجح أن يكون فرض العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا بمثابة القشة التي تقصم الحبل التركي المشدود.
وحاول أردوغان الأربعاء توجيه خطاب لا يغضب روسيا أو أوكرانيا، حيث قال إن بلاده لا يمكنها التخلي عن كلا البلدين، وعاود عرض وساطته من أجل نزع فتيل الأزمة المتصاعدة.
ولا تزال سوريا النقطة الضعيفة بالنسبة إلى تركيا. وقال الباحث التركي غالب دالاي في هذا الصدد “من المرجح أن تمارس روسيا ضغوطا على تركيا من خلال سوريا، فعلى مستوى أوسع، تعاونت روسيا وتركيا وتنافستا مع بعضهما البعض من خلال بؤر الصراع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع ذلك، كانت موسكو أقل انفتاحا على تكرار هذه التجربة مع تركيا في منطقة الاتحاد السوفييتي السابق”.
وقبل أيام من الاعتراف بالمناطق الأوكرانية، ضرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تركيا حيث أعلن أن مشاركة الأكراد السوريين في الجهود الدبلوماسية للتفاوض على تسوية ما بعد الحرب في سوريا ضرورية لمنع الانفصال الكردي وضمان توحيد الدولة التي مزقتها الحرب.
وفي حديثه إلى قناة روسيا اليوم التي تسيطر عليها الدولة، أشار إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية يسيطر على مناطق واسعة شرق نهر الفرات. وتنتشر في المنطقة مجموعة من القوات العسكرية من تركيا وروسيا والولايات المتحدة وسوريا والأكراد ومختلف الجماعات المسلحة والجهادية.
وكان تعاون الولايات المتحدة مع الأكراد في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية مصدر إزعاج للعلاقات بين أنقرة وواشنطن بسبب التأكيدات التركية على ارتباط مجلس سوريا الديمقراطية بحزب العمال الكردستاني.
وشن الحزب المذكور، الذي صنفته تركيا والولايات المتحدة وأوروبا كمنظمة إرهابية، حربا منخفضة الحدة في جنوب شرق تركيا لما يقرب من أربعة عقود أودت بحياة عشرات الآلاف.
وسعى الرئيس الروسي لدرء أي توغل تركي إضافي محتمل من خلال الموافقة على تسيير دوريات روسية – تركية مشتركة في منطقة أقامت فيها تركيا بالفعل سلسلة من البؤر الاستيطانية كعازل مع القوات الروسية وقوات النظام السوري.
ومع ذلك تتهم تركيا روسيا بالفشل في الوفاء بتعهدها بنزع سلاح المقاتلين الأكراد في منطقة يبلغ طولها 30 كيلومترا على طول الحدود السورية – التركية.