استغلال الحرب
رغم المخاطر الناجمة عن أي موقف من إسرائيل تجاه الحرب في أوكرانيا سواء بإدانة روسيا أو مهادنتها، إلا أن ذلك لا يخفي أن استمرار المعارك سيصب في مصالحها بعد ضبط استراتيجية وتوزيع الأدوار بين قادتها للتعامل مع المتغيرات الجديدة.
وستستفيد إسرائيل داخليا من خلال الحيلولة دون مواجهة جديدة مع الفلسطينيين بدأت بوادرها تلوح قبل انطلاق الهجوم الروسي على أوكرانيا، وخارجيا من خلال تقويض الجهود التي تقودها منظمات دولية وغير حكومية للتشهير بممارسات الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وقال عكاشة إن ”الحرب الأوكرانية التي جذبت اهتمام العالم بأسره، ستمنع الفلسطينيين، وتحديدا حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من التفكير في تفجير الأوضاع القائمة والمُستندة إلى تهدئة هشة بين الجانبين منذ أغسطس الماضي”.
وكانت تقارير إسرائيلية قد حذرت قبل الحرب الأوكرانية من إمكانية نشوب حرب بين إسرائيل وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، على خلفية التوتر المستمر بين عرب الداخل الإسرائيلي وسكان القدس الشرقية من جانب، وقوات الأمن الإسرائيلية من جانب آخر.
ويبدو أن الفلسطينيين لن يجرأوا على المغامرة بالتصعيد مع إسرائيل، لأن استمرار الحرب الأوكرانية سيقلص تماما اهتمام العالم بأي نزاعات صغيرة قد تنفجر في هذه الفترة، ما يمنح تل أبيب الفرصة للرد على أي تصعيد بشكل غير مسبوق من دون الخشية من أي إدانات دولية قوية ومؤثرة كما كان يحدث في الماضي.
وشدد عكاشة على أن “المحاولات الجارية من جانب بعض المنظمات غير الحكومية الدولية لعزل إسرائيل في ظل ممارساتها ضد الفلسطينيين، قد تفشل، بعد أن تتحول الأنظار إلى المأساة الأوكرانية الحالية. إذ سيتركز التناول الإعلامي في الغرب لسنوات على أزمة الدمار ومأساة الملايين من اللاجئين الأوكرانيين بعد انتهاء الحرب الحالية. وستحاول إسرائيل أيضا الترويج لدورها في تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، لتحسين صورتها أمام العالم”.
كما أن استمرار الحرب سيجعل المزيد من اليهود يفكرون في الهجرة إلى إسرائيل. وعلى الرغم من أن الطائفة اليهودية – الأوكرانية لا تزيد على 40 ألف مواطن، فإن الهجرة الجماعية لهذه الطائفة إلى إسرائيل سوف تنعش عمل الوكالة اليهودية، والجماعات الاستيطانية في إسرائيل، خاصة أن الهجرة قد لا تقتصر على هذه الطائفة وحدها، بل يمكن أن تفكر طوائف أخرى كبيرة في بعض دول أوروبا القريبة من أوكرانيا في الهجرة أيضا، بحسب عكاشة.