تستمر الأجواء المشحونة في فرنسا بشأن المباراة المثيرة للجدل المقررة يوم الخميس بين المنتخب الفرنسي وفريق دولة الاحتلال الإسرائيلي على "ستاد دو فرانس"، إذ تمسكت الحكومة الفرنسية بإقامة اللقاء رغم الانتقادات الشديدة التي واجهتها من مختلف الأطياف السياسية.
مقالات ذات صلة:
الجزائر تنفي اتخاذ أي تدابير تقييدية تجارية ضد فرنسا
فرنسا على صفيح ساخن: احتجاجات عارمة ضد تعيين ميشيل بارنييه رئيسًا للوزراء
وقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حضور المباراة، وهو ما أثار موجة من الغضب داخل الأوساط السياسية، خاصة لدى حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي. في جلسة مثيرة في الجمعية الوطنية، اتهم النائب دافيد غيرو الحكومة الفرنسية بالتواطؤ في "الإبادة الجماعية" الجارية في غزة، مشيرًا إلى أنه من غير الطبيعي أو الأخلاقي استقبال منتخب إسرائيل في فرنسا في هذا التوقيت، في ظل ما وصفه بالجرائم الإنسانية ضد الفلسطينيين.
كما وجه غيرو انتقادات لاذعة إلى وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، بسبب صمته إزاء الحادثة التي تعرض فيها دركيان فرنسيان للإهانة من قبل الشرطة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي الأسبوع الماضي. وتساءل غيرو عن موقف الحكومة الفرنسية من هذا التصرف، مشيرًا إلى التناقض بين تصريحات المسؤولين الفرنسيين وصمتهم حيال هذه الأحداث.
وخلال مداخلته، توجه غيرو إلى الرئيس ماكرون ورئيس وزرائه ميشيل بارنييه قائلاً: "لا تنسوا يوم الخميس، وأنتما تشجعان فريقًا يمثل دولة ترتكب إبادة جماعية، أنه في غزة لم يعد هناك ملعب لكرة القدم، بل هناك أطفال يقتلون". وأضاف أن الهجمات الجوية في فلسطين ولبنان تقتل الأبرياء، مشدداً على ضرورة أن تتخذ فرنسا موقفًا أخلاقيًا حيال هذا الوضع.
هذا الجدل يعكس توترًا مستمرًا في الساحة السياسية الفرنسية حول موقف الحكومة من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ويثير تساؤلات حول كيفية موازنة الأحداث الرياضية مع القضايا الإنسانية والسياسية الساخنة.