كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" أم "فيما عده مراقبون وخبراء محاولة من تنظيم "داعش" لإعداد جيل جديد أقوى من المقاتلين الحاليين، قال تقرير حديث إن لجوء "داعش" إلى الأطفال في القتل وتنفيذ عمليات يعكس نقصا في عناصره من الشباب البالغين، ولسد الفجوة التي يعانيها في عدد المقاتلين؛ حيث يعتمد على الأطفال بشدة في تنفيذ عمليات فردية واسعة الصدى دون الحاجة إلى إمكانات كبرى لتنفيذها".
وأضاف التقرير الذي أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدر الإفتاء المصرية، أن التنظيم يلجأ إلى أبشع الوسائل وأحقرها لتحقيق أهدافه، ومن ذلك أنه عمد إلى استغلال براءة الأطفال. فيما قالت مصادر مطلعة إن "داعش" يستغل الأطفال توفيرا للنفقات وحتى يتفادى خسارة الأفراد ذوي الخبرة، فضلا عن استخدامهم دروعا بشرية من هجمات التحالف الدولي.
ونشر "داعش" أول من أمس فيديو وحشيا يظهر طفلا يقتل سجينا في سوريا، وظهر الطفل الداعشي يسير في مكان يبدو أنه كان "بيتا للكور" متخما بكرات ممزقة ناحية سجين مربوط، ثم سلم رجل سلاحا للطفل ليصوبه نحو الضحية دون اكتراث بعواقب ما سيحدث بعد.
وسبق أن نشر التنظيم من قبل فيديوهات مصورة لمجموعة من الأطفال وهم يرتدون الزي العسكري والأحزمة الناسفة لتدريبهم على تفجير أنفسهم، والقتال ضد دول أعضاء التحالف الدولي.
وأكد التقرير أن تنظيم "داعش" يلجأ إلى استخدام وسائل أكثر وحشية وإرهابا كلما تلقى هزيمة هنا أو انتكاسة هناك من أجل العودة إلى صدارة المشهد الإرهابي، وكان أحدث هذه الوسائل استغلال الأطفال في العمليات التفجيرية وفيما يرتكبه من فظائع، وهو ما يعد تطورا نوعيا خطيرا للتنظيم، مشيرا إلى أنه في ظل تراجعه في العراق وسوريا وليبيا لجأ إلى عمليات "الذئاب المنفردة" التي توقع أكبر قدر من الضحايا، مثل العملية الانتحارية التي نفذتها طفلة في مركز شرطة في دمشق، إضافة إلى طفلة أخرى فجرت نفسها خلال وجودها وسط نازحين في الساحل الأيسر لمحافظة نينوي في العراق، وأخيرا وليس آخرا حرق جنديين تركيين حيين.
وبث "داعش" في شباط عام 2016 شريط "فيديو مصور" لعملية تفجيرية في ريف حلب بالشمال السوري، حيث قام بها طفل لم يتجاوز عمره 11 عاما بتنفيذ واحدة من أكثر العمليات دموية، بعدما أظهر الفيديو المصور والد الطفل وهو يساعده على ركوب سيارة مكتظة بالمتفجرات، بعد أن علمه كيف يقودها، ليمضي الطفل بعيدا ويفجر نفسه فيها.
وأوضح التقرير أن التنظيم دأب على تجنيد الأطفال والمراهقين لتنفيذ عمليات انتحارية يصعب على رجاله القيام بها، لافتا إلى أن التنظيم يقوم بعملية "غسل أدمغة" الأطفال وتلقينهم مبادئه الوحشية وزرع الفكر المتطرف في عقولهم، كما أنه يفعل الأمر ذاته مع المراهقين الذين يتركز استقطابه لهم على تربيتهم على العنف والإرهاب والفكر المتطرف.
مضيفا أن هذه الجريمة التي يرتكبها تنظيم "داعش" في حق الطفولة تعد كارثة إنسانية بكل المقاييس، مشيرا إلى أن "داعش" يبذل جهدا مضاعفا لتلقين الأطفال منهجا تعليميا قائما على العنف والكراهية، وزرع أفكاره الجهنمية التي تحولهم إلى إرهابيين في المستقبل".
ودعا التقرير إلى ضرورة التوعية بمخاطر انتهاكات التنظيمات الإرهابية تجاه الأطفال مما يُهدد مستقبل الأمة، والحث على التدخل لتحرير الأطفال من البيئات التي يتم فيها استغلالهم وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية والنمطية وإشراكهم في نشاطات متنوعة بإشراف كوادر مدربة من الاختصاصيين النفسيين، إضافة إلى تقديم الدعم للأطفال الفارين من جحيم هذه الصراعات والحروب، وهو ما يتطلب منظورا طويل المدى تجاه الأطفال والبيئات المحلية المتضررة من النزاعات التي يعودون إليها.
في السياق، قالت المصادر المطلعة إن الهدف من تجنيد "داعش" لهؤلاء الأطفال هو إعداد جيل جديد أقوى من المقاتلين الحاليين يتم تعليمهم ليكونوا هم مستقبل الخلافة المزعومة، مشيرة إلى أن "داعش" يلقن الأطفال الأفكار والآيديولوجيات المتطرفة في سن مبكرة جدا، بالإضافة إلى تدريس المناهج الأكثر وحشية، كما يقوم بعمليات الإعدام العلنية أمامهم، ويعرض لهم أشرطة الفيديو الخاصة بأعمال العنف، ويمنحهم ألعابا مكونة من أسلحة، وهو ما يثير مزيدا من القلق.
وقالت المصادر إن "داعش" يركز في جهوده على تلقين الأطفال منهجا تعليميا قائما على التطرف، وتعزيز فكرة أن يصبح هؤلاء الأطفال إرهابيي المستقبل، كما أن الجيل الحالي من المقاتلين يرى هؤلاء الأطفال أفضل وأكثر فتكا منهم.