تتّسم الأجواء الشًعبية عادة بعفويّتها و صدقها و دفئها،هذا ما عاشه الملعب البلدي بسِيدِي منصُور ليلة الأحد مع أحد رموز "الفن الشعبي" بلقاسم بوڨنّة فِي إفتتاح شيخ المهرجانات "مهرجان سيدِي منصُور"، مهرجان يبلغ من العمر أكثر من ستين عاما. تعود تسمية المهرجان و المنطقة، التي تقع على بعد حوالي 14 كم شمال شرق مدينة صفاقس، للولي الصالح الزنجي "سيدي منصور الغلام" الذي عاش قبل القرن الخامس عشرميلادي.
انتهجت هيئة مهرَجان سِيدي منصُور رغم محدودية ميزانية دورتها الثالثة و الخمسين مجّانيّة العروض، حتّى يتسنّى للجميع الإستمتاع و الرّقص و تقاسم الفرحة في منطقة "أولاد فضة" ، منطقة شعبية تعاني من التهميش الاقتصادي و الاجتماعي.
بلڨاسم بوڨنّة الذي سبق له المشاركة في المهرجان عام 2009 توغّل في وجدان الجماهير و أطربهَا و امتعَها، حيث ظهر المشهَد كلوحةٍ فنّية متناسقة بين الرّكح و السّاحة و الجمهور و الفضَاء و الموسِيقى.
كلّ شي بدا متناسقًا رغم صحرَاويّة أنغام بوڨنّة و رطوبة المنطقة الساحلية المعروفة منذ عهد الرومان بجميع فنون الصيد البحري
فوق الركح غنّى بوڨنّة أشهر أغانيه البدوِية و الصّحراوية و في أكثر من مرّة نزل إلى الجمهور ليشاركه نشوته تمايلا و رقصا على أغاني "الوالدة" و "عندي سبعة سنين تعدو" التي خلدت اشعار أحمد الطويل وأحمد البرغوثي.
"سيدي منصور" مهرجان عرِيقٌ صامِدٌ أمام الصّعوبات و من واجب كل السلط المحلية و الجهوية الحفَاظُ على هذا المُتنفّس للأهالِي، مهرجان اختار " شعار حلمي يتبدل يتجدد" و يقدم لأهاليه فقرات متنوعة من مسابقات في فنون البحر و الصيد و ندوات وعروض نوعية قد لا نجدها في مهرجانات تحظى بأضعاف دعمه، على غرار عرض فرقة "نار المشاهب" المغربية التي سيكون الجمهور على موعد معها و بالمجان يوم 10 أوت القادم.