اختر لغتك

 

الغنوشي يرى الانتخابات المحلية في تونس حربا باردة لا تنافسا انتخابيا

الغنوشي يرى الانتخابات المحلية في تونس حربا باردة لا تنافسا انتخابيا

راشد الغنوشي يتخوف من عزوف التونسيين عن المشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها في السادس من ماي المقبل.

 

تونس- يدب القلق داخل أروقة حركة النهضة الإسلامية من نتائج الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها بتونس في السادس من مايو المقبل، الأمر الذي دفع رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى وصف المنافسة في هذه الانتخابات بـ”الحرب الباردة”.

وأشار الغنوشي إلى أنّ مشاركة النهضة في ما وصفه بـ”الحرب السلمية الباردة” ستكون في 350 دائرة بلدية، وأنّ المنافسة ستكون شديدة، مطالبا بأن تلتزم بالقوانين.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنّ العدد النهائي للقوائم المقبولة لخوض الانتخابات البلدية بلغ 2074، منها 1055 قائمة حزبية، و860 مستقلة، و159 ائتلافية.

وتكشف تصريحات رئيس حركة النهضة تزايد المخاوف من نتائج الانتخابات بشكل مسبق، بعد تراجع رصيد الحركة الإسلامية بشكل كبير في الشارع التونسي، إثر فشل الحركة أثناء رئاستها للحكومة في التجاوب مع طموحات التونسيين بعد الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي عام 2011.

وكان الغنوشي يتحدث خلال افتتاح الحركة التي تمتلك 68 مقعدا بالبرلمان من أصل 217، لحملتها للانتخابات بالعاصمة تونس.

وأكّد أنّ “تونس وصلت إلى محطة مهمّة تخصّ الحكم المحلي، وأنّ النهضة من أكبر المساهمين في بلوغ هذه المرحلة رغم عديد التأخيرات والتعطيلات من بعض الأطراف” من دون أن يسمي هذه الأطراف.

ولفت إلى أنّ “تونس انطلقت منذ اليوم في وضع البلاد على سكة الحرية والتقدّم وسياسة التوافق وأنّ الثورة نقلتنا إلى عالم الحضارة في حين لم تنجح دول أخرى مثل سوريا ومصر وليبيا في التوافقات التي ربما تجنبها الصراعات والحروب”.

وأثارت تصريحات الغنوشي تساؤلات في الوسط السياسي التونسي عما إذا كانت النهضة تخشى من نتائج الانتخابات البلدية، أم هو مجرد كلام دعائي يسبق الانتخابات، إثر استطلاعات الرأي التي كشفت عن عزوف التونسيين عن المشاركة في الانتخابات واعتبارها غير مجدية لتغيير أوضاعهم الاقتصادية المتردية.

ويرى المحلل السياسي منذر ثابت أن تصريحات الغنوشي تأتي في سياق الترويج للحملة الانتخابية للإيهام بأن نتائج الانتخابات غير محسومة مسبقا كما تشير بعض القراءات.

وأوضح ثابت أن الغنوشي متخوف كما بقية الأطراف السياسية من عزوف المواطنين عن التصويت في الانتخابات، رغم أن العزوف يخدم فوز حركته لكنه يهدد عددا من القوائم المستقلة المحسوبة أو التابعة للنهضة.

وقال إن “القانون الانتخابي لا يمنح أغلبية مطلقة، بالتالي فإن حركة النهضة ستكون في صدارة القوى من خلال قوائمها الحزبية والقائمات المستقلة التابعة لها”.

إلا أن القيادي في حركة نداء تونس أنيس معزون، اعتبر أن تصريحات رئيس حركة النهضة تؤكد فعلا على وجود منافسة قوية بين الأحزاب خلال الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها الشهر القادم.

وأوضح معزون أن “من يجزمون بفوز حركة النهضة لا يعرفون واقع المشهد السياسي اليوم”، مشددا على الحظوظ الكبيرة لحزبه الذي ترشح في كل الدوائر الانتخابية (350 قائمة) تماما كما النهضة.

ولفت إلى أن حزب نداء تونس رغم الانقسامات التي عصفت به خلال السنوات الماضية، ما زال يمثل خط الدفاع الأول عن قيم الحداثة، لافتا إلى ضعف الأحزاب المنافسة بعد أن عجزت عن تقديم أكثر من أربعين قائمة حزبية، في إشارة إلى الاتحاد المدني وهو تكتل سياسي لعدد من الأحزاب من بينها حركة مشروع تونس برئاسة محسن مرزوق.

 

Please publish modules in offcanvas position.