اختر لغتك

حكومة التكنوقراط الهجينة محاولة لإدامة الصراع في تونس

حكومة التكنوقراط الهجينة محاولة لإدامة الصراع في تونس

حكومة التكنوقراط الهجينة محاولة لإدامة الصراع في تونس - سؤال حكومة الرئيس

سؤال حكومة الرئيس
 
ستكون حكومة التكنوقراط الهجينة التي يتوقع أن تجمع بين حركة النهضة و”قلب تونس”، الذي صنفته ضمن الأحزاب الفاسدة، حكومة أقلية سياسية حتى لو حازت على الأغلبية المطلوبة وستجد نفسها في مواجهة الأحزاب والنقابات وقد تغضب اتحاد رجال الأعمال الذي يترقب حكومة قوية سياسيا لتدفع نحو الإصلاحات الضرورية التي لا تحتمل التأجيل وتتجنب الشعبوية وشراء الأصوات والترضيات في البرلمان.
 
وهذا الخيار قد يكون مكابرة من الغنوشي الذي يريد أن يثبت أنه قادر على صياغة التوافقات حتى لو انسحبت الأحزاب وأنه لن يرضخ للشروط، وخاصة محاولات الضغط عليه بتوظيف ورقة الرئيس قيس سعيد باعتباره الأكثر شعبية ولا بد أن يتم الرجوع إليه لحل الخلافات وتعبيد الطريق أمام استمرار المشاورات، لكن الغنوشي قطع الطريق على “توريط الرئيس”.
 
ولا تخفي أوساط النهضة أن حدة الغنوشي في التعامل مع فكرة استدعاء قيس سعيد للتأثير على مسار المفاوضات، تعود إلى رفض فكرة “حكومة الرئيس” التي تدفع نحوها حركة الشعب وحزب “تحيا تونس” الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد، وسط اتهامات لهذه الأطراف بمحاولة “قتل الوقت” بتعقيد مهمة رئيس الحكومة المكلف في لعبة وقف المفاوضات والعودة إليها وإغراقها بالشروط التفصيلية إلى حين انتهاء مهلة التمديد التي وفّرها له الرئيس سعيد، والوصول إلى الوقت الذي يصبح اختيار رئيس الحكومة المكلف من مهمة رئاسة الجمهورية وليس النهضة.
 
لكن الأخطر في لعبة استدعاء الرئيس ليس تسجيل النقاط بين الخصوم وإحراج هذا الطرف للآخر، بل هو توسيع دائرة الخلاف بين قيادة المؤسسات وتحويل الصراع من صراع حزبي إلى صراع مؤسسات وشرعيات ما يجعله أكثر قدرة على الاستمرار لفترة أطول في تكرار للخلاف بين الرئيس الراحل السبسي والشاهد في السنة الأخيرة من حكم النداء، وهو ما عطل المشاريع الحكومية وأعاق استكمال المؤسسات الدستورية وخاصة المحكمة الدستورية.
 
إن الأحزاب العاجزة عن تقديم البدائل الجادة تجد نفسها أكثر قدرة على العيش في مناخ التوتر والتصعيد، وهو مناخ يزيد بوطأته على الوضع الاجتماعي لتتسع دائرة الإضرابات والاحتجاجات والاعتصامات وتضطر الحكومة لزيادة التداين الخارجي لإرضاء الشارع الغاضب والقيادات النقابية.
 
وبالنتيجة، فإن الأحزاب توظّف الأزمات وخلط الأوراق لتنجو من غضب الشارع وتحافظ على طهورية شعاراتها وتماسك جبهاتها الداخلية لكن بتعميق أزمة البلاد بانتظار خمس سنوات أخرى من الفوضى وغياب الدولة، ما يجعل خيار الانتخابات السابقة لأوانها أقل الخيارات إيلاما.
 
 
مختار الدبابي
كاتب وصحافي تونسي
 

آخر الأخبار

القبض على وسام بن يدر: اتهامات بالاعتداء الجنسي في حالة سكر تلاحق الدولي الفرنسي

القبض على وسام بن يدر: اتهامات بالاعتداء الجنسي في حالة سكر تلاحق الدولي الفرنسي

28 ألف مشجع في مواجهة حاسمة: اجتماع أمني يمهد لموقعة الملعب التونسي واتحاد العاصمة الجزائري

28 ألف مشجع في مواجهة حاسمة: اجتماع أمني يمهد لموقعة الملعب التونسي واتحاد العاصمة الجزائري

جريمة في وضح النهار: فيديو صادم لعملية 'براكاج' يهز العاصمة ويشعل مواقع التواصل الاجتماعي!

جريمة في وضح النهار: فيديو صادم لعملية 'براكاج' يهز العاصمة ويشعل مواقع التواصل الاجتماعي!

القبض على قاتل لاعب الرقبي بالملعب النابلي في نابل

القبض على قاتل لاعب الرقبي بالملعب النابلي في نابل

انطلاق فعاليات الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في القيروان

انطلاق فعاليات الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في القيروان

Please publish modules in offcanvas position.