✍️ في خضم الضجيج الإعلامي والاتهامات المتبادلة، تتكشف الحقائق تدريجيًا حول الملف المالي للنادي الإفريقي، أحد أعرق الفرق في تونس. فبعد أن تم الترويج لوجود ديون ضخمة بقيمة 10.5 مليارات من المليمات التونسية، تأتي المعطيات الدقيقة لتؤكد أن الرقم الحقيقي لا يتجاوز 3.5 مليارات، وهو ما يطرح تساؤلات حول أسباب هذا التهويل، أهدافه، والجهات المستفيدة منه.
🔍 أولًا: الديون الحقيقية... بالأرقام
وفقًا لمصادر إدارية مطلعة تم التثبت منها عن طريق محاسبين وخبراء ماليين عُيّنوا بأمر من المحكمة، فإن جملة ديون النادي الإفريقي القابلة للخلاص العاجل قبل تاريخ 30 جوان 2025 هي كما يلي:
الملف القيمة
شركة Match World (مباراة فالنسيا) 440 ألف يورو ≈ 1.5 مليار
حكم لفائدة منتصر الوحيشي 440 ألف دينار (مع تنازل بـ100 ألف)
ملف علي يوسف 40 ألف دولار ≈ 120 ألف دينار
ملف فهد المسماري 40 ألف دولار ≈ 120 ألف دينار
مستحقات لاري العزوني ونادر الغندري لم يُحدد رقم دقيق، ضمن المبلغ العام
أجور اللاعبين والإطار الفني (مارس، أفريل، ماي): يتم تحديدها حسب الأداء ومنح الإنتاج
📌 المجموع: قرابة 3.5 مليارات دينار تونسي
وبالتالي، لا وجود لأي أثر مالي رسمي أو موثق يؤكد رقم 10.5 مليارات الذي تم تداوله على نطاق واسع، ما يعزز فرضية "تضخيم مغرض" للأزمة.
🧠 خلفيات التهويل: من المستفيد من خلط الأوراق؟
تحليل المعطيات المرافقة للجدل المالي يكشف أن الهدف الأساسي من إشاعة التضخيم المالي قد يكون مرتبطًا بـ:
- محاولة تأليب الجماهير ضد الهيئة الحالية.
- ضرب مصداقية الرئيس الحالي السيد هيكل دخيل.
- خلق مناخ من الفوضى يدفع نحو تغيير في القيادة.
- فتح الطريق أمام عودة مسؤولين قدامى متورطين في ملفات يُشتبه في كونها تضم إخلالات.
يُشار إلى أن بعض الأطراف تحاول التموقع مجددًا في المشهد الإداري للنادي، وتحديدًا في فترة الميركاتو، من خلال السعي إلى فرض أسماء بعينها للانتدابات، وهو ما تصدّى له الرئيس الحالي عبر تعيين مدير رياضي يُشرف على الجوانب الفنية دون تدخلات مشبوهة.
🧾 هل هناك سوء تصرف مالي؟ خبراء ينفون
بالنسبة للاتهامات التي طالت الرئيس هيكل دخيل حول "سوء التصرف"، فقد تم اللجوء إلى مدققين وخبراء ماليين مستقلين من خارج تونس، والذين أجروا عمليات تدقيق شاملة على:
- مداخيل الإشهار،
- مداخيل دخول الملاعب،
- كيفية صرف أجور اللاعبين والفروع،
- طرق خلاص الديون المتراكمة للهيئات السابقة.
📌 النتيجة: لا وجود لإخلالات مالية جسيمة، والعمليات سليمة محاسبياً.
🗣️ تحركات هيكل دخيل: بين الصمت المؤقت وكشف المستور
رغم التصعيد، يلتزم السيد هيكل دخيل حاليًا بالصمت العلني، ورفض الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، مؤكدًا أن كل شيء سيكون معلنًا بوثائق في الجلسة العامة القادمة، والتي وصفها بأنها ستكون جلسة:
- "محاسبة شاملة... وكشف للحقيقة مهما كانت صادمة".
وفي حال تم منعه من الحضور – وفق ما راج في الكواليس – فإن دخيل يعتزم الظهور في برنامج تلفزي كبير لعرض ما وصفه بـ"الحقائق الخطيرة" حول:
- هوية من حرضوا على الانقلاب الإداري،
- شبكات المصالح التي تتحرك في الظل،
- ملفات فساد كبرى تخص بعض المسؤولين السابقين.
📉 خلاصة تحليلية: لعبة الكواليس تشتد
ما يجري اليوم داخل أروقة النادي الإفريقي ليس مجرد خلاف مالي عابر، بل هو صراع نفوذ وهيكلة حقيقية تدور رحاه بين:
- من يسعى إلى "تطهير الحديقة أ" من السماسرة والمتنفذين،
- ومن يريد العودة بأي ثمن، حتى عبر تشويه الصورة العامة للنادي.
ورغم الضجيج، يبدو أن النادي في طريقه نحو جلسة عامة حاسمة، قد تقلب الطاولة وتكشف المستور. جمهور الأحمر والأبيض، في انتظار الحقيقة، لا يريد سوى أمر واحد:
🔴⚪️ "نادي يُدار بشفافية، ومصالحه فوق مصالح الأفراد".