الصفحة 2 من 3
الطريق للوصول إلى زواج سعيد
أشار خبراء العلاقات الزوجية إلى أن ذلك ﻻ يعني أن ينحدر مستوى الاحترام بين الزوج والزوجة، وكشف جميع سلبيات كل منهما أمام الآخر، وأيضَا لا يعني أﻻ نلتفت لتصرفاتنا وكلماتنا مع أزواجنا، وﻻ يمنع من وجود حدود واضحة ومتفق عليها لضبط العلاقة الزوجية لأنه هو الطريق الوحيد للوصول إلى زواج سعيد.
وكشف الخبراء أن غالبية العلاقات الزوجية المستقرة تبنى على حدود مالية واضحة، مما يساهم في تقليص المشاكل وسوء الفهم الذي قد ينشأ بين الزوجين، ولفتوا إلى أنه إذا قام الزوج بوضع ميزانية خاصة لنفقات المنزل بالاتفاق مع شريكة حياته مثلا، فإن هذا الإجراء سيحول دون نشوء أي مشاكل ناجمة عن سوء الإنفاق أو الإسراف.
كما نبهوا إلى أن خلافات الأزواج المتعلقة بالجوانب المادية تؤثر سلبا على استقرار حياتهم الأسرية، واستمرارها مع الوقت، حيث تعتبر العلاقة المادية المتوازنة بين الزوجين ركيزة مهمة من الركائز التي تبنى عليها مؤسسة زواج ناجحة وجدّية.
وأثبتت التجارب أنه كلما ازداد التفاهم والتعاون بين الزوجين ماديا، ازدادت علاقتهما متانة. وأوضح الخبراء أن العلاقة المالية بين الزوجين تنقسم إلى علاقة مستقرة وأخرى غير مستقرة، ويعي الزوجان في العلاقة المالية المستقرة أهمية التعاون في ما يتعلق بالأمور المالية، وتأثيراته الإيجابية على حياتهم، ويقسّم الإنفاق حسب قدرة كل فرد في هذه العلاقة، مما يؤدي إلى سيطرة التفاهم والاستقرار على حياتهما.
أما في ما يتعلق بالعلاقة المالية غير المستقرة والتي تؤدي إلى تفشي الخلافات المالية، مثلما ينتشر في الكثير من الأسر حيث يسعى الزوج إلى التحكم في راتب الزوجة وتوجيهه وفق أهوائه، أو عدم رغبة الزوجة العاملة في المساهمة في الإنفاق على متطلبات المنزل، حيث تفقد هذه التصرفات الزوجين التوافق على إدارة شؤون الأسرة من الناحية المادية مما يتسبب في توتر العلاقة بينهما.
وأكد المختصون أن التعاون المادي هو القاعدة الأساس لإرساء علاقة مالية متوازنة تؤمن نجاح الزواج، وعندما يعي الأزواج حقوقهم وواجباتهم تجاه الحياة الزوجية ومتطلباتها، يصبح تطبيق مبدأ التعاون المالي في ما بينهم أكثر سهولة.
رفض الضوابط في العلاقة الزوجية سببه الاعتقاد الخاطئ بأنها تبنى على كسر كل الحواجز
ومن جهة أخرى قال الخبراء إن التوتر والقلق في العلاقة بين الزوجين مرده محاولة تحكم كل منهما في ما هو خارج عن إرادته، فمثلا محاولة التحكم في الشريك تجعل الإنسان يشعر بالتوتر والقلق إضافة إلى نفور شريكه منه. ونبه المختصون إلى أن الزواج من دون حدود يؤدي إلى عدم السيطرة على السلوكيات مما يتسبب بالتوتر والقلق لطرفي العلاقة الزوجية.
وأشاروا إلى أن كل طرف في العلاقة عليه فهم ما هو تحت سيطرته وما هو خارج عن إرادته.
وأفادوا أن الاتصال العاطفي هو الركن الأكثر أهمية في الزواج، ويشير الارتباط العاطفي إلى الحب والتقدير المتبادل والتجارب المشتركة بين الزوجين. وعلى الرغم من أن العلاقة الزوجية هي علاقة تشاركية، إلا أن وضع حدود عاطفية أمر في غاية الأهمية للزوجين، إذ يعد الإفراط في المشاعر العاطفية من قبل أحد الطرفين أو كليهما عاملا سلبيا يمكن أن يضر بالحياة الزوجية.
كما قال المختصون إن الاحترام المتبادل يضفي جوا من الاستقرار على العلاقة الزوجية، حيث يساهم الاحترام المتبادل بين الزوجين في درء خطر نشوء خلافات قد تنجم عن إساءة تصرف أحد الزوجين أو توجيه الإهانات للطرف الآخر، ومن الضروري أن تسود مشاعر الاحترام المتبادل لإنشاء رابط متين بين الزوجين.