منظمة الصحة العالمية توصي بالرضاعة الطبيعية المطلقة إلى غاية الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل باعتبارها من أهم المصادر الغذائية.
الرباط – أكدت مختلف الأبحاث والدراسات الاستقصائية أن 26.8 بالمئة فقط من الأمهات يرضعن أطفالهن في غضون النصف ساعة الأولى بعد الولادة، مقابل 27 بالمئة منهن يرضعن أطفالهن قسرا خلال الأشهر الستة الأولى، فيما لا يتعدى متوسط مدة الرضاعة الطبيعية 16.3 شهرا.
وتعرف ممارسة الرضاعة الطبيعية البعض من التراجع في المغرب، حيث أفاد تحليل نتائج المسح الوطني بالنسبة إلى مكان الإقامة، ومستوى التعليم والحالة الاجتماعية والاقتصادية للأم، بأنه كلما كانت المرأة تقيم في المناطق الحضرية، وكانت ذات مستوى ثقافي واجتماعي واقتصادي عال كلما كانت الرضاعة الطبيعية المطلقة إلى غاية ستة أشهر ضعيفة أو غير مطبقة بتاتا.
وفي هذا السياق، عملت وزارة الصحة طبقا لمخطط العمل 2016-2012، الذي يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية للتغذية 2019-2011 التي وضعتها الوزارة بمشاركة جميع الفاعلين في هذا المجال، على دعم وتشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية بوصفها إستراتيجية أولية لضمان حياة الأطفال ونموهم ولتحقيق الأهداف التي حددتها الوزارة لخفض عدد وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات.
ويتجلى الهدف من هذا البرنامج الوطني، الذي يرتكز على ثلاثة محاور تهم تشجيع الرضاعة الطبيعية ودعمها وحمايتها، في إعطاء الثدي مبكرا خلال النصف الساعة الأولى بعد الولادة وذلك لدى 50 بالمئة من الأمهات، والاقتصار على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى بنسبة 50 بالمئة من الأمهات، بحلول سنة 2016.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية المطلقة إلى غاية الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل باعتبارها من أهم المصادر الغذائية للطفل، إذ تجنّب 13 بالمئة من وفيات الأطفال دون الخامسة.
وتعود الرضاعة الطبيعية بفوائد عديدة على الطفل والأم على حد سواء، حيث تساعد على تقوية الروابط الحسية وتوليد علاقة حميمية بين الأم وطفلها، فهي لا تقتصر على تلقي الطفل الحنان والدفء والشعور بالحماية التي يحتاجها من الأم، بل هي تزوّده بمواد غذائية، لن يستطيع الحصول عليها من أي طعام آخر.
ويقلل الاقتصار على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى، من خطر الحساسية عند الرضيع كما يقلص من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض الجهاز الهضمي والإسهال والتهابات الأذن والتهاب الشعب الهوائية والتهاب السحايا ومن السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة.
كما أن الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن يكتسبن حماية أكبر من سرطان الثدي وسرطان المبيض، وتراجع خطر الإصابة بهشاشة العظام المرتبطة بفترة انقطاع الطمث.
ونص قانون الشغل لسنة 2003 في الغرب على أن للأم الأجيرة الحق يوميا في إرضاع طفلها أثناء ساعات العمل باستراحة خاصة، نصف ساعة صباحا ومثلها في فترة الظهر، ملزما، في هذا الشأن، المقاولات التي تشغل أزيد من 50 امرأة على وضع فضاء مخصص للرضاعة يستجيب لمعايير النظافة والمراقبة رهن إشارة الأمهات العاملات.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة المغربية تنظم في إطار الإستراتيجية الوطنية للتغذية للفترة 2019-2011، من 10 إلى 16 أبريل الجاري، النسخة السابعة للأسبوع الوطني لتشجيع الرضاعة الطبيعية، وذلك تحت شعار “ساعدوا الأمهات على الإرضاع الطبيعي في أيّ وقت وفي أيّ مكان”.