- النشاط القادم واستمرار التوسع
التحركات الإيرانية الجديدة تؤكد أن حركتها في كل من سوريا والعراق واليمن "كمرحلة أولية"، ستستمر وبشكل أكثر تنظيماً؛ لتتملص من تهم التدخلات التي تلاحقها، وليهنأ سليماني في إيران بعيداً عن المشاركة في جبهات خارجية، ودون أن يفقد باستمرار ضباطه في ساحات القتال.
ففي العراق كان سليماني حاضراً في معظم معارك الجيش العراقي لتحرير مدنٍ كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، وأثار وجوده استياءً شعبياً واسعاً، قبل أن تغلق الحكومة العراقية المقربة من إيران، الأفواه بإعلان سليماني مستشاراً عسكرياً لديها.
أما عشرات المليشيات العراقية الشيعية، فهي جاهزة للانضمام لـ"جيش التحرير" باتفاقها المسبق على الولاء لطهران ووليها الفقيه، في وقت يكشف مسؤولون عسكريون أمريكيون أن نحو 100 ألف مقاتل من المليشيات يخوضون معارك برية في العراق، في حين تقول تقارير أخرى إن عددهم يزيد على 250 ألفاً.
وتثير تلك الأنباء مخاوف من أنهم قد يصبحون قوة متكاملة تحت مظلة "جيش التحرير الشيعي"، بإمكانها مضاهاة قوة الجيش العراقي الذي لم يتمكن من صدها عن القيام بانتهاكات متكررة أمام أنظاره، وهو ما قد يؤدي لتمسك المدن السنية بتنظيم الدولة لمواجهة انتهاكات المليشيات.
وفي سوريا تشدّ قوات إيرانية وحضور متقطع لسليماني (معلن وسري)، عضد النظام السوري في الانقضاض على المعارضة المعتدلة، إلا أن قواتها هناك منيت بخسائر دامية، تسببت بقتل المئات من مقاتليها، كما خسرت العشرات من قيادات الحرس الثوري الذي يمثل الذراع العسكرية الأقوى لطهران، وكلف ذلك إيران ميزانيات طائلة سببت تذمراً داخلياً.
ويتصل بتدخل إيران في سوريا ارتباطها ودعمها اللوجستي لحزب الله اللبناني، أقدم أذرعها في المنطقة، وهو على التصاق بصولاتها المشبوهة في اليمن والعراق وسوريا.
ويعترف القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، محمد جعفري، بوجود نحو 200 ألف مقاتل من خارج إيران مرتبطين بالحرس الثوري.
وتبرز بين المليشيات الإيرانية التي تنشط في ميادين القتال تحت قيادة الحرس الثوري مليشيا "فاطميون"، وتضم مقاتلين من اللاجئين الأفغان، و"زينبيون"، وهي مليشيا باكستانية.