في خطوة تؤكد حرصه الشديد على متابعة سير العمل الحكومي عن كثب، استقبل رئيس الجمهورية التونسي قيس سعيّد، ظهر يوم الأربعاء 15 ماي 2024، السيد أحمد الحشاني، رئيس الحكومة، بقصر قرطاج.
وخلال هذا اللقاء، شدّد رئيس الدولة على أهمية انسجام العمل الحكومي، مُذكرا بأن الحكومة هي فريق عمل تنفيذي يرأسه رئيس الحكومة، وفق ما ينص عليه الدستور، وهدفُه مساعدة رئيس الجمهورية على أداء مهامه، وأكد على ضرورة أن يكون العملُ الحكومي مُنسجما وفعالا، بعيدا عن أي تجاذبات أو مصالح شخصية، وأن يُركز على خدمة الشعب وتلبية احتياجاته، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب تكاتف الجهود لتجاوز الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها البلاد.
ولم يغفل رئيس الجمهورية التطرق إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ضد أي مسؤول يعطل مصالح المواطنين أو يثبت تقاعسه عن أداء واجبه، مؤكدا على أن الإدارة يجب أن تكون في خدمة الشعب، خالية من أي ولاءات لوبيات أو جهات سياسية، وأن أي تقصير في هذا الجانب لن يُتسامح معه، وسيُواجه بالقانون بكل حزم.
وأمام تذمر المواطنين من تعطل مصالحهم في بعض الإدارات، وتفشي ظاهرة المحسوبية، جاءت رسالة الرئيس حازمة وواضحة، لتؤكد عزمَ القيادة على مكافحة الفساد الإداري، وتطهير المرافق العمومية من المتقاعسين والفاسدين، وضرورة أن يشعر المواطن بالتغيير الإيجابي في تعامل الإدارة معه.
إنها رسالة واضحة من رئيس الجمهورية إلى الحكومة، بأن الوقت وقت عمل وجدّية، وأن المرحلة تستوجب تنسيقا وتضافرا حقيقيا للجهود، فالتونسيين ينتظرون حلولا عملية لمشاكلهم اليومية، ولا مجال لتضييع الوقت أو خدمة أجندات شخصية أو فئوية.
حكومة السيد أحمد الحشاني مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أن تكون يدا واحدة، وأن تعمل بانسجام وفعالية، فشعبنا يتطلع إلى تغيير ملموس في حياته اليومية، ولا مجال للتقصير في ذلك، خاصة مع تزايد التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
ويبقى السؤال، هل ستنجح الحكومة في تطبيق رؤية الرئيس وتلبية تطلعات الشعب؟ أم أن الأيام ستثبت أن الواقع السياسي والبيروقراطي أصعب من أن يتغير بين يوم وليلة؟ الأسابيع القادمة كفيلة بإعطائنا مؤشرات أولية حول مدى قدرة الحكومة على الاستجابة لتطلعات رئيس الدولة والشارع التونسي على حد سواء.
ايمان مزريقي