في زيارة غير معلنة، أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيّد عن توفر التمويلات اللازمة للبدء في مشروع ترميم فسقية الأغالبة ومحيطها، تحت إشراف الهندسة العسكرية. وقد جاء هذا الإعلان خلال تفقده لوضعية هذا المعلم التاريخي في مدينة القيروان، الذي يُعدّ من أبرز الشواهد على براعة الحضارة الإسلامية في الهندسة المائية.
مقالات ذات صلة:
قيس سعيد في القيروان: وعود بمراجعة المشاريع المعطّلة والتصدي للتحديات الاجتماعية
قيس سعيد: لا تهاون في حماية أملاك الشعب التونسي وتطهير هنشير الشعال من الفساد
قيس سعيد: لا عذر لأحد في تأخير الإصلاحات – مرحلة جديدة لتونس دون مكان للفساد
وخلال الزيارة، عبّر سعيّد عن استيائه من تأخر الدراسات منذ عام 2017، معتبرًا ذلك إهدارًا للمال العام. كما أشار إلى النقائص التي يعاني منها المعلم، الذي يصنف ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو.
تعتبر فسقية الأغالبة، التي أنشأها إبراهيم أحمد بن الأغلب سنة 248 هـ (562 م)، من أبرز المعالم المائية في العهد الإسلامي، حيث تمثل علامة فارقة في تاريخ المهندسين الذين واجهوا تحديات نقص المياه في تلك الحقبة. وتستمر الفسقية، التي تمتد على مساحة 12 هكتارًا، في مقاومة عوامل الاندثار، مما يبرز قدرة الأغالبة على الاستفادة من الموارد المائية.
من المتوقع أن يشكل مشروع الترميم خطوة مهمة نحو الحفاظ على هذا المعلم التاريخي وتعزيز السياحة الثقافية في المنطقة، مما يساهم في إحياء التراث التونسي الغني وتحسين صورة البلاد على الساحة العالمية.