في خطوة جديدة نحو تحقيق الاستقرار الوظيفي للعاملين في قطاع التربية، أعلن وزير التربية نور الدين النوري، اليوم الثلاثاء، عن ضبط معايير موضوعية لتسوية وضعيات الأعوان المتعاقدين مع وزارة التربية. هذه المبادرة تأتي ضمن خطة مرحلية تستند إلى التوازنات العمومية، وتُعد بارقة أمل للكثير من العاملين المؤقتين.
مقالات ذات صلة:
وزارة التربية تُحاصر ظاهرة الدروس الخصوصية: إجراءات مشددة وأبعاد تربوية واجتماعية عميقة
نصائح ذهبيّة للوالدين.. تطبيق أسلوب التربية بالثواب والعقاب بذكاء
وزير التربية يعتذر عن المعاناة ويؤكد العمل على تحسين الظروف التعليمية
معايير واضحة وتسوية مرحلية
وأشار الوزير خلال كلمته أمام نواب غرفتي البرلمان في جلسة عامة مشتركة خصصت لمناقشة ميزانية التربية للسنة المقبلة، إلى أنه تم حصر الفئات المستهدفة بالتسوية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق العدل والإنصاف في إطار مقتضيات القانون.
وأوضح النوري أن هذه التسوية ستكون على مراحل وستأخذ بعين الاعتبار التوازنات العامة للدولة لضمان استدامة تنفيذها دون التأثير على الاستقرار المالي.
المرشدون وأعوان التأطير تحت المجهر
أما فيما يتعلق بفئة المرشدين وأعوان التأطير في الوزارة، أكد الوزير أن العمل جارٍ بالتعاون مع رئاسة الحكومة لدراسة ملفاتهم بشكل معمق. وأضاف أن التسوية ستكون مبنية على قواعد شفافة تعكس مبادئ الإنصاف وتلتزم بالإطار القانوني.
وشدد النوري على التزام الوزارة بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية لضمان إيجاد حلول جذرية ومستدامة لهذه الفئة، التي تلعب دورًا محوريًا في دعم العملية التربوية.
ردود فعل ومطالب مستمرة
وقد أثارت تصريحات الوزير ردود فعل متباينة بين أعضاء البرلمان، حيث عبّر بعضهم عن تفاؤلهم بهذه الخطوة، في حين طالب آخرون بضرورة الإسراع في تنفيذ التسويات وتوسيع نطاق الفئات المستفيدة.
ويعد هذا الإعلان محطة جديدة في مسار طويل من الجهود الرامية إلى معالجة مشكلات التشغيل المؤقت في قطاع التربية، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بتحسين أوضاع العاملين في هذا المجال الحيوي.
تحديات أمام التنفيذ
مع أن هذه الخطوة تلقى ترحيبًا كبيرًا، إلا أن تنفيذها يواجه تحديات تتمثل في الإمكانيات المالية للدولة وتحديد الأولويات بين الفئات المختلفة من العاملين. ومع ذلك، يبدو أن هناك إرادة سياسية للمضي قدمًا نحو تحسين بيئة العمل وتحقيق الاستقرار الوظيفي في قطاع التعليم.
هذه المبادرة تحمل في طياتها الأمل لمئات الأعوان المتعاقدين الذين ينتظرون بفارغ الصبر أن تتحول وعود اليوم إلى واقع ملموس يعكس التقدير لدورهم في النهوض بالمؤسسة التربوية.