أكبر لكنها محدودة
اللافت أيضاً في هذه الضربة أنها كانت أشمل من ضربة العام الماضي، عندما استهدفت واشنطن وحدها قاعدة الشعيرات العسكرية؛ رداً على مجرزة خان شيخون الكيماوية حينها.
فتصريح هيئة الأركان الأمريكية كان واضحاً بأن واشنطن لم تُعلم موسكو عن الأهداف التي ستستهدفها، بخلاف ما جرى العام الماضي أيضاً.
لكن هناك خيبة أمل ملموسة في أوساط السوريين المناوئين للأسد، خاصة أن تغريدات ترامب كانت توحي بأن هناك ضربة ساحقة تنتظر الأسد لتشفي غليلهم، خاصة ضد المطارات التي باتت مطارات تحمل الموت إليهم.
يقول عمرو السرّاج، المحلل في الشؤون السورية - الأمريكية، إن الرد الغربي كان معروفاً سلفاً أنه لا يهدف لإسقاط النظام، مضيفاً: "بالنسبة لبشار الأسد هناك قناعة لدى واشنطن تحديداً أن إسقاطه لم يعد ممكناً عسكرياً، وهناك محاولات لإخراجه سياسياً من خلال ضغوطات قد تستمر خلال العامين القادمين".
ولفت السراج في حديث لـ"الخليج أونلاين" إلى أن قائمة المناطق التي ضربت هذه المرة "أكبر وأكثر تأثيراً".
وتهدف لثلاثة أمور هي: "معاقبة الأسد على استخدام السلاح الكيماوي، وضمان عدم استخدامه هذا السلاح مجدداً من خلال قواعد ومقرات مرتبطة مباشرة بهذا الأمر".
وأخيراً، يقول السراج: "هي رسالة للجانب الروسي بأننا قادرون على ضرب الأسد وفرض اعتبارنا، دون اكتراث بأي تهديد لنا".
من جهته قال الدكتور باسل الحاج جاسم، الخبير في الشؤون الدولية، إنه "لا بد من التساؤل عن حقيقة ما تريده واشنطن في سوريا"، مبيناً في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن ترامب في تصعيده الكلامي "لم يحدد هدفاً لتدخله العسكري، أو إن كان يخطط لضربة عسكرية موجهة ضد أهداف معينة، أم لحملة كبرى يكون هدفها إسقاط الأسد".
وأضاف: "من الواضح اليوم أن ما يجري حول سوريا ليس سوى جولة أخرى يحاول فيها كل لاعب تقوية موقفه".
وتابع: "واشنطن تسعى لتعزيز مكانتها، لا سيما بعد التفاهمات الثلاثية الروسية التركية الإيرانية، وكذلك بريطانيا التي انضمت للضربة العسكرية الأمريكية، وهي تريد تصفية حسابات مع موسكو لا علاقة لسوريا بها، وفرنسا التي يريد ماكرون إيجاد موطئ قدم لها في مستقبل سوريا".