نقطة تحول
وقبل أيام قليلة فقط كان ترامب ينوي مغادرة سوريا لولا ضغوطات من جانب القادة العسكريين الذين ثنوه عن ذلك.
وعقب مجزرة دوما فقد عمد ترامب إلى تعميق الدور الأمريكي في سوريا، وحشد تحالفاً من القوات البريطانية والفرنسية لمهاجمة الأسد.
وقال مساعدو ترامب لوكالة "رويترز": إن "موقفه تغير لأنه شاهد صور السوريين الذين قتلتهم الأسلحة الكيماوية يوم السبت الماضي، فمثل هذه الأشياء تثير غضبه".
وسبق ضربات التحالف الذي شكّله ترامب كلام لصحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكرت فيه أن ترامب رفض كل الخيارات التي قدمت له من جانب البنتاغون، وكان يريد رداً شاملاً يشمل قوات روسية وإيرانية.
ويرى السراج أن "الجو العام لجمهور ترامب والمقربين منه يرى ما يجري في سوري من منظور إيديولوجي؛ فكثيرون أيدوا الضربة لتشمل روسيا خصوصاً مستشاره الجديد للأمن القومي جون بولتون، واعتبروا أنها (روسيا) المسؤولة عن استمرار هذه المأساة التي تؤثر أيضاً على سير المصالح الأمريكية".
لكن في خطابه الذي أعلن من خلاله بدء الضربات الجوية، جدد ترامب رغبته في انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط الذي وصفه بأنه "مكان مضطرب".
وقال ترامب: "سنحاول أن نجعله مكاناً أفضل، لكنه مكان مضطرب، الولايات المتحدة ستكون شريكاً وصديقاً، ولكن مصير المنطقة يظل بأيدي أبنائها، خصوصاً السوريين مصيرهم بأيديهم".
وتوقع السراج ألَّا تنخرط واشنطن أكثر في الحل السوري، "وربما تكتفي بإعطاء ضوء أخضر للجانبين التركي والأردني لتثبيت مناطق نفوذ، إلى حين تبلور رؤية شاملة للحل".
ولفت إلى أن "الأسد لم يعد سيد المشهد في سوريا كما كان قبل الثورة، فجيشه في حالة إنهاك بعد سبع سنوات من الحرب، وفوق ذلك، تحول إلى مليشيات أخرى هدفها حماية الرئيس وطائفته، قبل أي شيء آخر".
بدوره قال الحاج جاسم: إنه "من الصعب التكهّن بتأثير الضربات على مسار الحل السياسي خصوصاً جنيف لعدة أسباب؛ أهمها أن الضربة لم تستمر لإجبار الأطراف على السير قدماً بمسار الحل السياسي في جنيف".
وأضاف: "بحسب ما أعلنته روسيا فإن الضربة لم يكن لها تأثير كبير، يعني ربما نرى، على العكس، مماطلة أكثر في مسار جنيف. وبالمختصر علينا ألَّا نعطي ما حدث أكثر ممَّا يستحقه".