قوبل الاتفاق التركي الأمريكي، مساء الخميس، بشأن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا مؤخرًا في شمال شرقي سوريا، المسماة "نبع السلام" بحفاوة كبيرة من جانب المتابعين القطريين عبر ساحات الإعلام الاجتماعي المختلفة.
وأكد إعلاميون ومغردون في قطر، أن تركيا أخذت ما تريد، وشملت تعليقاتهم رسائل مختلفة حول الوضع العربي في التعامل مع القضايا المشابهة، في ظل انتقاد لاذع للجامعة العربية والإعلام الرسمي، والقريب من السلطة.
رئيس تحرير صحيفة لوسيل القطرية محمد حجي، كتب "ماذا ستفعل جامعة الدول العربية بعد أن أصدرت بيانها ضد تركيا، إلى متى والجامعة تدار بهذه العقلية، فعلا إننا أمام مرحلة تاريخية تستحق التأمل والمراجعة".
فيما يقول راشد بن عرار النعيمي: "انتصار سياسي على من شكك في نوايا تركيا، وانتصار عسكري على من قلل من قدرات الجيش التركي".
وقالت الكاتبة المعروفة إلهام بدر، "أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريك لتركيا، وللزعيم شديد البأس (رجب طيب) أردوغان، تحقيق عملية نبع السلام أهدافها المتمثلة بمنطقة آمنة بعمق 32 كم، تمهيدا لعودة أصحاب الأرض "السوريون"، وإحباط مشروع دولة قسد الإرهابية على حدودها مدعومة من إسرائيل وتوابعها، ولا عزاء لضعاف البأس".
وفي تعليقها على النجاح التركي، قالت مشاعل بنت حمد بن سحيم "السياسي الناجح من يخرج بأفضل النتائج في أصعب الظروف، أردوغان قدم نموذجا جديدا على الساحة".
ويقول الصحفي المعروف في قناة الجزيرة أحمد منصور: أكبر انتصار حققته تركيا اليوم من وراء اتفاقها مع الولايات المتحدة، ليس انسحاب الأكراد للمسافة التي تريدها تركيا، ولكن الانتصار الأكبر هو أن كل دول العالم أصبحت تهاب تركيا كقوة عالمية، نجحت في فرض شروطها على أمريكا، القوة العظمى الأولى في العالم".
ومنتقدا تعامل الإعلام مع "نبع السلام" قال يوسف خليفة اليوسف، أستاذ الاقتصاد بجامعة الإمارات "أعداء تركيا حول العالم من علمانيين وليبراليين وعلماء السلاطين وبقية الفئات، يحصل لديهم ما يشبه الهوس إذا واجهت تركيا أزمة، أما إذا لاحت في الأفق حلول لهذه الأزمة أو انتصار تركي، فإنهم يخنسون ويختفون من الساحة كما يخنس إبليس من ذكر الله... ويدعون بعد ذلك الأمانة العلمية والإعلامية".
ويقول حمد الهاجري في تعليقه على الاتفاق التركي الأمريكي "الرئيس أردوغان يقول ويفعل ويأخذ ما يريده من الأمريكان، وهذا درس يمكن أن يتعلم منه العرب".
ويقول سعد بن الأدعم المري "الحروب يراد لها عقول رزينة وليست أطفال ودرباوية، هي ترتيب أوراق وليست حرب، لو كانت حرب لا يمكن أن تقف قوة في وجه تركيا اليوم، ولكن الذكي يفهم أنها إعطاء فرصة لوقف نزف الدماء، وهذا الشي تفتقدونه في غزوكم لليمن، أما الغبي مثلك والمستحمر يفهم ويصدق ما تقول".
وقال عبد الله الشايجي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، تعليقا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الواقعية السياسية صار يعرفها ترامب، بعدما أجبرته على التراجع، وناقض نفسه بسحب رسالته المسيئة! بعد أسبوع من تلك الرسالة، ترامب يتراجع كليا بعدما وصف أردوغان بأوصاف وقحة، يشيد بأردوغان بعد الاتفاق على تعليق العملية العسكرية "القائد العظيم وشديد البأس وحقق إنحازا عظيما.. وحتى يشكره!".
وجاء الاتفاق التركي الأمريكي الذي تم بموجبه تعليق العملية العسكرية التركية شمالي سوريا بناء على تفاهم حول العديد من النقاط، أبرزها أن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، ورفع العقوبات عن أنقرة، واستهداف العناصر الإرهابية.
وكانت تركيا أطلقت في التاسع من أكتوبر الحالي هجومها الذي قالت إنه يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها مجموعة إرهابية في حين تشكل العمود الفقري لـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي تدعمها واشنطن.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على ما تصفه تركيا بـ "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.