اختر لغتك

 
السلفيون في مصر.. ليست مراجعات بل إعادة تموقع بعد هزيمة المشروع

السلفيون في مصر.. ليست مراجعات بل إعادة تموقع بعد هزيمة المشروع - رهينة للإخوان

رهينة للإخوان
 
انصب تركيز السلفيين خلال مرحلة الصعود السياسي والطفرة الإسلاموية وما صاحبها من تحولات على تعويض ما فاتهم داخل المضمار الذي حُرموا منه نتيجة هيمنة الإخوان لإثبات عكس ما كان يروجه قادة الإخوان بحقهم بشأن افتقارهم للمهارات السياسية وعدم إحاطتهم بمتغيرات الزمن وطرق التعامل مع المشهد السياسي المعقد بخلاف ذوي الخلفية الإخوانية.
 
وأعاد السلفيون بعد عام من ثورة يناير تموقعهم داخل التيار الإسلامي العام وداخل الحالة السياسية والاجتماعية برمتها، وبعد أن ظلوا طويلا داخل مساحة إحياء المبادئ الأساسية للعقيدة والإحياء الروحي للمسلمين والعمل بشكل سلمي ضد البدع دون الانخراط في صراعات حادة ضد العلمانيين أو غير المسلمين، انتقلوا للدعوة إلى الإطاحة بالأنظمة وتأسيس حكومات مغلفة بالدين تستند إلى تفسيرات أصولية حصرية للإسلام.
 
ما جرى خلال تلك الفترة كان محاولة من الإخوان للهيمنة على السلطة عبر توظيف الطيف الإسلامي عبر تقديم نفسها كمظلة جامعة تلتف حولها مختلف الفصائل السلفية، في حين سعت الأخيرة إلى إثبات العكس كتيار أجدر من الإخوان على تمثيل الإسلاميين في المشهد السياسي وأكثر قدرة على مجابهة العلمانيين الذين يحرصون على التمييز بين أساسيات الدين والأيديولوجيا المتطرفة المتسترة بالدين.
 
بالنظر إلى الإستراتيجية التي لجأ إليها الإخوان بغرض تحقيق حلم التمكين والاستحواذ على مقاليد السلطة احتاجت الجماعة لجهود التيار السلفي صاحب القاعدة الشعبية العريضة لحرمان الأحزاب المدنية والتيار العلماني من تحقيق تفوق أثناء الاستحقاقات الانتخابية، وهو ما أعاقته  الأحزاب السلفية التي تشكلت سريعا لتصبح خارطة النفوذ الشعبي موزعة بين الإخوان والسلفيين، حتى لا يجادل أحد مجددا في الهوية الإسلامية لمصر ولا يُترك مجال لمن يزعم بأن للتيار المدني نفوذا وجماهيرية وخزانا انتخابيا في البلاد.
 
لعب السلفيون دورا ملحوظا كأداة بيد الإخوان للضغط على الخصوم وابتزازهم عبر المساجلات الإعلامية وداخل أروقة مناقشات المواد الدستورية والقوانين التي يجب سنها والأخرى التي يجب إزالتها وفقا لقربها أو بعدها عن تعاليم الشريعة وحتى بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013 التي أدت إلى عزل الجماعة عن السلطة، فمن يختلف مع الإخوان سياسيا يُواجه من دعاة ورموز السلفية باتهامات بكراهية الإسلام ومعاداة مبادئه وتعاليمه.
 
أفاق زعماء التيار السلفي بعد إزاحة الإخوان عن السلطة وبروز خلافات حول كيفية التعاطي مع الموقف على حقيقة صادمة مفادها أنهم لم يثبتوا لا للإخوان ولا لغيرهم بأنهم يمتلكون الفهم الأفضل للقضايا المعاصرة ولديهم المقدرة بخلاف مزاعم الإخوان بحقهم على تطبيق العقيدة في السياقات الحديثة بالمقارنة بقدرات الإخوان.
 
واكتشف دعاة السلفية أنهم لم يكونوا سوى أداة بيد الإخوان، ولكي تحكم الجماعة الهيمنة عليهم ويسهل عليها توجيههم لخدمة مصالحها نجحت في اختراقهم عبر ما عُرف بـ”الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح” التي كان محمد حسان أحد أعضائها وكانت بمثابة الذراع الشرعية للإخوان في المشهد السياسي قبل وأثناء تولي الإخوان السلطة، علاوة على توظيف تيار حازم صلاح أبوإسماعيل الذي لعب دورا من خلال تكوينه السلفي- الإخواني في رهن قطاع كبير داخل الحالة السلفية للأيديولوجيا والأهداف والمصالح الإخوانية.
 
وما عاناه السلفيون طويلا من عقد نقص مركبة تجاه الإخوان عانوا أضعافه حِيال ما روجته أوساط تنظيمات السلفية الجهادية بشأن تفوقهم المتناسب مع التفوق الإخواني في مقابل تواضع خبرة ودراية رجال وعناصر الدعوة السلفية بالواقع المعاصر.
 
 

آخر الأخبار

هدف ميرينو القاتل يقود إسبانيا إلى نصف نهائي يورو 2024 بفوز مثير على ألمانيا

هدف ميرينو القاتل يقود إسبانيا إلى نصف نهائي يورو 2024 بفوز مثير على ألمانيا

اجتماع طارئ بين الجامعة التونسية لكرة القدم والملعب التونسي لحل أزمة الديون وإنقاذ المشاركة في كأس الكاف

اجتماع طارئ بين الجامعة التونسية لكرة القدم والملعب التونسي لحل أزمة الديون وإنقاذ المشاركة في كأس الكاف

النادي الإفريقي يعلن عن غلق ملف زكرياء العبيدي نهائيًا

النادي الإفريقي يعلن عن غلق ملف زكرياء العبيدي نهائيًا

عملية سطو مسلح جريئة في سوسة: القبض على الجاني واستعادة الأموال

عملية سطو مسلح جريئة في سوسة: القبض على الجاني واستعادة الأموال

اجتماع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نحو خطوة جديدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية لسنة 2024

اجتماع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نحو خطوة جديدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية لسنة 2024

Please publish modules in offcanvas position.