على الرغم من توقف العمليات العسكرية في قطاع غزة، لا تزال آثار الحرب تلقي بظلالها الثقيلة على السكان الذين يكافحون للتعامل مع الدمار الهائل وفقدان الأحبة. مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بدأت الطواقم المحلية في إزالة الأنقاض وانتشال الجثث، ولكن التحديات الهائلة تعيق هذه الجهود بشكل كبير.
مقالات ذات صلة:
الإمارات العربية المتحدة: دبلوماسية الإعمار ومساعدات إنسانية لدعم غزة
مجموعة السبع تؤكد دعمها لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: دعوات للتفاوض البناء وإعادة الإعمار
وقف إطلاق النار في غزة هل هو انتصار للإنسانية أم محطة جديدة للصراع؟
أعداد كبيرة من الضحايا المفقودين
تشير التقديرات إلى أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض، في ظل محدودية الإمكانيات والمعدات اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ. وفقًا لبيانات الدفاع المدني، تم انتشال ما يقارب 200 جثة فقط منذ بدء التهدئة، بينما تشير التقديرات إلى أن نحو 10 آلاف شخص ما زالوا تحت الأنقاض.
تحديات انتشال الجثث وإعادة الإعمار
تُظهر تقارير الأمم المتحدة أن إزالة الأنقاض في القطاع ستستغرق أكثر من عقدين، حيث يتطلب الأمر معالجة نحو 50 مليون طن من الركام بتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار. هذه التقديرات تعكس حجم التدمير الذي خلفه الصراع وتأثيره على البنية التحتية.
الحاجة إلى دفن لائق
معظم السكان الذين فقدوا أفرادًا من أسرهم يطالبون بتوفير الإمكانيات اللازمة لانتشال الجثث ودفنها بكرامة. العديد من الضحايا دُفنوا في قبور جماعية خلال التصعيد، ما زاد من صعوبة التعرف عليهم ومنحهم قبورًا مستقلة.
كارثة إنسانية متفاقمة
الحرب لم تترك أثرها فقط على المنازل والبنية التحتية، بل طالت الحياة اليومية لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. إلى جانب الفقدان الكبير في الأرواح، يواجه السكان تحديات إنسانية كبيرة، بما في ذلك نقص المأوى، وانعدام الأمن الغذائي، وعدم توافر الخدمات الأساسية.
إن انتهاء القتال لم يُنهِ معاناة سكان غزة، إذ يبقى إعادة بناء الحياة والعيش الكريم بعيد المنال في ظل الدمار الهائل والتحديات الإنسانية والاقتصادية المتراكمة.