تلعب الإمارات العربية المتحدة دورًا متزايد الأهمية في الشرق الأوسط، حيث تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة وسط منافسة مع جارتها قطر. ومن بين أولوياتها الاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، التي ستشهد جهودًا ضخمة لإعادة الإعمار واستعادة الاستقرار.
مقالات ذات صلة:
الإمارات تتسلم عبد الرحمن القرضاوي من لبنان: هل هو استهداف سياسي أم تنفيذ للعدالة؟
النادي الإفريقي يمثل تونس في دورة ودية دولية بالإمارات
الإمارات تحتفل بالعيد الوطني الـ53 في تونس: ذكرى الاتحاد وانطلاقة جديدة نحو المستقبل
تطبيع العلاقات ودعم غزة
في ظل توقيع اتفاقيات "أبراهام" عام 2020، التي مهدت الطريق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، تواجه الإمارات انتقادات واسعة في العالم العربي والإسلامي. وتسعى الدولة الخليجية إلى تحسين صورتها من خلال التركيز على تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، الذي يعاني من ويلات حرب طويلة.
ضمن هذا السياق، بادرت الإمارات بتنظيم عمليات إجلاء للجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مستشفياتها عبر إسرائيل، ما يعكس رغبتها في الجمع بين الدبلوماسية الإنسانية والتأثير السياسي.
جهود إنسانية ضخمة
تخطو الإمارات خطوات غير مسبوقة لدعم غزة، من خلال:
- مستشفى عائم لتقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى.
- مستودعات تخزين ضخمة تحتوي على مساعدات إنسانية ومواد غذائية.
ستة محطات لتحلية المياه أنشأتها في صحراء سيناء المصرية قرب الحدود مع غزة. هذه المحطات قادرة على توفير مياه شرب لأكثر من 600,000 فلسطيني، أي ربع سكان القطاع.
الحرب وآثارها المدمرة
الحرب المستمرة منذ خمسة عشر شهرًا أودت بحياة أكثر من 46,000 شخص وخلّفت 110,000 جريح، بحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس. كما أن الأضرار المادية الهائلة تتطلب إعادة إعمار قد تستغرق عقودًا بتكلفة تقديرية تفوق 40 مليار دولار، مما يجعلها أكبر مشروع إعادة بناء منذ خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية.
الإمارات في مرحلة ما بعد الحرب
من خلال استراتيجيتها الدبلوماسية والإنسانية، تسعى الإمارات إلى تحقيق توازن بين مصالحها الإقليمية وتعزيز دعمها للقضية الفلسطينية. وفي ظل استمرار المعاناة في غزة، تشكل هذه الخطوات رسالة إلى المنطقة بأن الإمارات لاعب رئيسي في جهود إعادة الإعمار ومستقبل السلام.
ومع أن الطريق لا يزال طويلًا، فإن دور الإمارات في هذه المرحلة الحرجة قد يكون حاسمًا في تشكيل ملامح مستقبل القطاع.