البدو والمماليك والبندق
وكذلك فمن ضمن أسباب انفضاض البدو عن المماليك الجراكسة، وامتناعهم عن قتال العثمانيين بجوارهم، استخدام العثمانيين للبنادق في القتال، مما جعلهم يفضون تحالفاتهم مع المماليك الجراكسة، بعدما رأوا بأم أعينهم كيف تحصد البنادق المقاتلين حصدًا.
فعندما قصد طومنباي قبائل هوارة في الصعيد وطلب منهم النصرة، كان ردهم أن قالوا: “قد بلغنا أن الروم تقاتل بالنار، ومن يطيق النار؟!، بل إن عرب الجيزة وأطفيح الذين قبلوا الاستمرار مع طومنباي في قتال العثمانيين، لما رأوا ما تفعله البنادق، قال بعضهم لبعض: ومن يطيق هذا الأمر المهلك؟ لا يقاتل هؤلاء إلا مجنون، أو فارغ من الحياة، ولكن نحن نرتفع عن هؤلاء إلى بعد، فكل من رأينا الكسرة عليه نهبناه”، وبهذا تفرق العرب عنه خوفًا من البندقية، فكان هذا سببًا في انكساره وهزيمته.