بعد نجاح عرضه شذى الوجدان الذي شنف الاذان في سهرة تاريحية في اطار مهرجان المدينة بفضاء بئر الاحجار بتونس كان لنا هذا اللقاء مع المطرب الكروان كارم محمود تونس الاستاذ رياض بوراوي. و ضيفنا هو من اجمل الاصوات التي ثابرت حتى صار مختصا في الطرب الاصيل و الجميل و قد ابدع و صال و جال في عدة حفلات بالعالم العربي و نجيب الخطاب هو الذي اكتشفه تلفزيا و كان سبب ظهوره الاول الا ان انجازاته الفنية الكبيرة ظلت غير محاطة بالاهتمام الاعلامي الذي يوفى حقها .
* ماذا تركت سهرتك من انطباعات بعد اسبوعين من انقضائها ؟
- الحمد لله كسبت رهان النجاح و تحدثت عني عديد الصحف التونسية و العربية و من خلال هذا العرض الطربي فتحت لي ابواب الانتشار خارج حدود الوطن حيث انه كان لي اتصال مع الاخ منتصر الناصفي و هو مكلف بالجالية التونسية ببلجيكيا ووعدني باحياء حفل للجالية العربية في بروكسيل البلجيكية قي شهر رمضان المعظم. الجمهور كان متعطشا لمثل هذه الباقات من اغاني الزمن الجميل و رغم الحضور النخبوي فان عديد الرسائل وصلتني على صفحات التواصل الاجتماعي تشيد بما قدمته من ابداعات خالدة و العديد اكدوا انني قامة من القامات الباسقة في سماء الاغنية الطربية التونسية.
* هل تعيش الاغنية الطربية ازمة في خضم طغيان الاغنية التجارية ؟
- الاغنية الطربية تكاد تفقد بريقها خاصة ان موجات الاغنية الهابطة تفاقمت و زاد انتشارها لكن اصرار المبدع و الفنان الحقيقي لمواصلة المسيرة رغم الصعوبات الراهنة يبقى املنا المنشود في اعادة احياء الاغنية الطربية التي تتطلب حرفية كبرى و صنعة و دائرة علمية موسيقية واسعة الافاق حتى نواجه بعض التيارات التي نشبهها بالاعشاب الطفلية التي لا يمكن ان تزهر على المدى الطويل و تبقى ظاهرة.
* من لقبك بكارم محمود تونس و لماذا ؟
- على اثر عودتي من القاهرة في مطلع التسعينيات و بعد تسجيلي لشريط كاسيت بتضمن ابرز اغاني كارم محمود على غرار سمراء يا سمراء و عنابي و عارف الشوق يوصلي و اه من الهوى و عيني بترف نزلت ضيفا على منوعة شمس الاحد للاخت الاعلامية هالة الركبي و كان في ذلك الوقت عز الدين العياشي مستشارا فنيا للحصة فقدمني للاستاذ شكري الباصومي الصحفي الكبير بجريدة الشروق الذي اجرى معي حوارا مطولا و بعد استماعه للالبوم مباشرة لقبني بكارم محمود تونس بحضور مجموعة من النقاد منهم الاخ عماد جنان و مرشد السماوي و نجيب الخويلدي و لطفي العماري. كما كان حاضرا بيننا الموسيقار العربي و عازف العود الشهير نصير شمة الذي دعم راي النقاد و اكد اني حقا كارم محمود تونس.
* لاحظت في الحفل انتاجك لعمل تونسي جديد شد انتباهي و هو اغنية زينك زين لماذا لم تصور هذا العمل في فيديو كليب رغم قيمته ؟
- في الحقيقة هذا العمل مازال في طور الولادة بكرا جديدا و قد اهداني الكلمات الشاعر عمار النميري الذي احيي فيه روحه الفنية العالية و رهافة احساسه و شعوره النبيل من خلال كلمات اصيلة شعبية و قريبة من الناس و تدخل لجميع الاوساط الاجتماعية بمختلف اطيافها بسهولة و سلاسة كلماتها دون استئذان. و في الايام القادمة ساقوم بتسجيلها في استوديو معروف لان الاغنية وقع ادائها حصريا و لاول مرة في مهرجان المدينة في تونس.
* في هذا الحفل تسلطنت و ابدعت في اداء اغنية عيون القلب لنجاة الصغيرة لكن لاحظنا فورمة و جاهزية بدنية و نفسية و صوتية هل الفنان يجب ان يكون في يومه مثل الرياضي ؟
- حقا الجاهزية النفسية و البدنية مطلوبة و هذا يعود لعدة عوامل اهمها الابتعاد عن كل ما من شانه ان يعكر مزاج الفنان من غضب و ظغوطات و توتر كذلك يجب تطبيق بعض النصائح الصحية و تجنب بعض الاكلات التي تقلقه و ممارسة الرياضة و خاصة المشي ثم ان التمرينات الصوتية ضرورية قبل الحفل و تساعد كثيرا الفنان و يبقى النوم الجيد و تجنب المنبهات كذلك من اسباب النجاح اما سيد العوامل و ابرزها فهو التحصن بايات الله من الذكر الحكيم فترة العرض بصفة خاصة و باستمرار و في كل وقت.
* هل قدمت انتاجا دينيا يتناسب مع توجهاتك التقليدية في الحياة ؟
- طبعا انا موجود بعديد الاغاني الدينية حيث شاركت في مهرجان الاغنية الروحية بمراكش سنتي 2007 و 2008 بالمغرب الشقيق في هذا اللون من الغناء، و في رصيدي عدد هائل من الاناشيد الدينية ابرزها صلي يا بابا صلي على سيدي النبي و كن شفيعي يا محمد و كلهم ووقع بثهم باستمرار على القنوات التلفزية و من خلال هذا الرصيد الهام و القيم من الاغاني الدينية كونت مجموعة بدر العشاق و حافظت الى جانب الاغاني الدينية على المخزون الثقافي اللا مادي الذي يعنى بالتراث التونسي و يشمل نوبات العوامرية و العيساوية و السلامية لاقطاب الفن الصوفي على غرار الشيخ محمد بودية و عبد المجيد سعد و علي البراق و محمد بركية و غيرهم فجابت الفرقة عديد المهرجانات و التظاهرات الوطنية و العربية.
* لماذا لا تخوض تجربة التمثيل على غرار كبار الفنانين العرب ؟
- انا بدات مشواري كرياضي و ممثل. و تقمصت عديد الادوار في مسرحيات عديدة تعنى بالطفولة و لدي احساس داخلي بموهبتي و امكانياتي الكبيرة في مجال الفن الرابع و المسرح . و اعتقد ان نوعيتي مطلوبة و ممكن ان اكون ممثلا في عديد الاعمال الدرامية التلفزية و مستعد ان اخوض اي كاستينغ مع احد المخرجين المعروفين على غرار سامي الفهري و عبد الحميد بو شناق و الاسعد الوسلاتي و سوسن الجمني و كل مخرجي التلفزة الوطنية القيدومين و الجدد . اكيد التمثيل مهم بالنسبة لي.
* كلمة الختام.
- قريبا لي مجموعة من العروض الجديدة ساعلن عنها في الابان و اشكر على وجه التحديد الاستاذ الهادي الموحلي كاتب عام مهرجان المدينة بتونس و بقية اعضاء الهيئة المديرة على تجديد الثقة في كل مرة كما اشكر جمهوري العزيز الذي حضر حفلي الاخير في مهرجان المدينة و الاخ كريم زيدان على عمله الدئوب و سعيه لنجاح مشاريع رياض بوراوي كما اتوجه بتحية خاصة لبناتي سيرين و زينب و كافة افراد الاسرة الموسعة، اصداء كثيرة هذه الايام تحوم حول عملك الكبير والمتمثل في انجازك لموشح جديد يجسد اضافة بالغة الأهمية في مجال بحثك الموسيقي لو تحدثنا عن هذا الإنجاز؟؟؟ الجواب، ،اجل هذا الموشح هو من كلمات الشاعر الكبير احمد الشايب ومن الحاني وسيقع تسجيله في مطلع السنة الجديدة باذن الله كما سيوزع على المعاهد الموسيقية لتحفيظه لطلبتنا الأجلاء لعمق بحثه الموسيقي حيث من خلاله تطرقت لاستغلال انموذج جديد في ايقاع العويص وهو ايقاع صعب ووحدته الإيقاعية الزمنية مهمة للغاية ومميزة اما من حيث المقام فهو في الرست الكردان وهو مقام شرقي ويعرف ايضا بالمستقيم في قوالب الموشحات الأندلسية ويقول مطلع الموشح، ،ناجيته فتمنع، ،وهجرته فتوجع، ،كيف السبيل لمن علا، ،عرش الفؤاد تربع.
