الصفحة 4 من 4
نفوذ في ليبيا
هنا يكمن في الواقع الفرق بين سياسات الدول وسياسات الأحزاب، ويفسر تحول حزب العدالة والتنمية التركي إلى طرف رئيسي في النزاع الليبي مبكرا، وهو بذلك كعادته يحاول التنفيس عن أزمات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية في الداخل التركي.
ويقيم في تركيا منذ وقت مبكر قياديون من مجلس شورى بنغازي الملاحق دوليا بتهمة الإرهاب، ومن أبرزهم طارق بلعم وأحمد المجبري اللذان منعت السلطات البريطانية دخولهما إلى أراضيها في نوفمبر 2017.
كما بدأ الحديث عن الترويج إعلاميا لضرورة حماية مليون ليبي من أصول عثمانية، ما يحمل معه بذور صراع عرقي جديد لم يعرفه قط المجتمع الليبي في تاريخه. وهي في الواقع سياسة تبحث عن تجنيد أعضاء جدد وتبرير أطماع من منطلقات دينية ورهانات عرقية تخلط المصالح السياسة بمواقف أيديولوجية دينية حزبية، ما يجعل سياسة تركيا الخارجية تائهة بين مقتضيات التحالف مع الأصدقاء مثلا في حلف الناتو، ومتطلبات المصالح مع خصومها، كما أنها في العالم العربي تتصرف بمنطق سياسات الأحزاب الدينية لا بمنطق سياسات الدول القائمة على احترام السيادة والجوار وحرية الشعوب في تقرير مصيرها.
د. حسن مصدق
أستاذ في جامعة فانسين باريس 8