في خطوة إنسانية تعكس روح التضامن بين الأجيال، أدّت السيدة أسماء الجابري، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، مساء الأربعاء 26 مارس 2025، زيارة عمل إلى مؤسسة رعاية كبار السن بالكاف، حيث شاركت المقيمين والمقيمات أجواء الإفطار الرمضاني، بحضور السيد وليد كعبية، والي الجهة، وعدد من الإطارات المركزية والجهوية للوزارة وممثلي الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي.
مقالات ذات صلة:
ليلة القدر.. أعظم ليالي رمضان وموعد مع الرحمة والمغفرة
وزيرة الأسرة تُشارك في تظاهرة ثقافية رمضانية بالأكاديمية الدبلوماسية احتفاءً بالمرأة والفرنكوفونية
وخلال الزيارة، عاينت الوزيرة مستوى جودة الخدمات المقدّمة لـ 31 مسنًّا ومسنة، وخاصة ظروف تأمين وجبات الإفطار والسحور بما يتماشى مع احتياجاتهم الصحية. كما تفقّدت سير العمل بمختلف الوحدات والفضاءات ومدى استجابتها لمعايير السلامة والجودة.
لمّة رمضانية بروح العائلة والتواصل بين الأجيال
في مشهد مؤثر يعكس قيم التكافل، شاركت الوزيرة 20 طفلًا من مكفولي المركز المندمج للشباب والطفولة بالكاف ومركّب الطفولة بالقصور في تناول وجبة الإفطار مع نزلاء المؤسسة، قبل أن تطلع على عرض للمنتوجات الحرفية التي أبدعها المسنّون.
ولم تقتصر الزيارة على الإفطار، بل تخلّلتها سهرة تنشيطية موسيقية، أقيمت بالتعاون بين المندوبيتين الجهويتين لشؤون المرأة والأسرة والثقافة بالكاف، تميّزت بوصلات إنشاد صوفي أدّاها بعض المقيمين بالمركز، ما أضفى على الأجواء بعدًا روحانيًا دافئًا. واختُتمت الأمسية بتوزيع هدايا رمزية على النزلاء والأطفال، في مبادرة تؤكد اهتمام الدولة بتحقيق التواصل بين الأجيال وتعزيز الاندماج الاجتماعي للمسنّين.
برنامج رمضاني وطني للاحتفاء بكبار السنّ
يأتي هذا الحدث في إطار البرنامج الخاص الذي أطلقته الوزارة بالشراكة مع الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي، والذي يشمل مؤسسات رعاية كبار السن في مختلف ولايات الجمهورية. ويهدف البرنامج إلى تنظيم موائد إفطار وفعاليات تنشيطية تجمع المسنين بالأطفال والشباب، لترسيخ قيم التكافل والتواصل المجتمعي.
يذكر أن مؤسسة رعاية كبار السن بالكاف، التي استأنفت نشاطها في أكتوبر 2020 بطاقة استيعاب 42 سريرًا، شهدت تحسينات هامة بفضل استثمارات الوزارة التي بلغت 1.1 مليون دينار، لضمان بيئة إقامة مريحة ومجهزة وفق أعلى المعايير.
زيارة الوزيرة لم تكن مجرد تفقد إداري، بل كانت رسالة دعم ووفاء لآبائنا وأمهاتنا المسنّين، تأكيدًا على أن الشيخوخة ليست عزلة، بل مرحلة تستحق كل الرعاية والاهتمام.