"رشاشك وكالة أنباء الثوار..إذا كذبت فيك وكالات الأنباء" (مظفر النواب)
قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ ما دعاه –السادات– بالحاجز النفسي الذي توهّم أنّه يستطيع تحطيمه بزيارته المضادة للتاريخ، هو تعبير صحيح عن حالة ”الرفض العقلي والوجداني” لقيام الدولة الصهيونية.. لذلك لا حظ المؤرخون لكل الحروب العربية الإسرائيلية، أنّه بالرغم من الإنتصارات التي أحرزها عدوّنا، فإنّ ”غصّة في القلب” كانت تشوب هذه الإنتصارات، نتيجة الرفض العربي من داخل الداخل، للتعايش المقهور مع هذا الكيان الغريب. وليس انتظار غولدا مائير و موشي دايان لصوت الهاتف القادم من القاهرة عام 1967 بعد الهزيمة، إلا انتظارا لإنكسار هذا الرفض.. فقد كانوا يعلمون أنّ جمال عبد الناصر ليس حاكما عربيا، بل هو صوت ذلك الرفض الداخلي العميق في النفس العربية. وبالرغم من الهزيمة، لم يصل صوت عبد الناصر –عبر الهاتف– إلى آذان مائير ودايان.