اختر لغتك

رحيل ماجدة.. جميلة السينما العربية وأيقونة الثورة الجزائرية

رحيل ماجدة.. جميلة السينما العربية وأيقونة الثورة الجزائرية - حس قومي

حس قومي
 
يمكن القول إن فيلم “جميلة” قدّم صورة لشخصية الثائر الجزائري باعتبارها شخصية جادة، لا تعرف هزلا، ترى ما تريد، تُنحي العواطف جانبا عند الأحداث العظام، وتترس بالجرأة، وتُنكر التلوّن وتمقته وتنفر من المهادنة، ولا تقبل بأنصاف الحلول.
 
وعلى الرغم من بعض التحفظات التي أبداها نقاد عرب ومتابعون ومشاهدون للفيلم، إلاّ أنه يحسب له كونه أول دعاية حقيقية للثورة الجزائرية، وإطلالة مبكرة على الضمير الجزائري الرافض للخضوع والكاره للانبطاح والساعي نحو التغيير السلمي. ويحسب للفنانة ماجدة الصباحي تحمسها ومخاطرتها لتحمل إنتاج العمل، فضلا عن أدائها التمثيلي المتميز الذي وصل إلى حد موافقتها على قصّ شعرها بالكامل لتبدو كسجينة لدى السلطات الفرنسية. وتبقى من الفيلم عدة عبارات موحية مسجلة بذاكرة الجمهور مثل قول جميلة “المعركة الكبيرة عبارة عن معارك صغيرة متتالية”، أو عباراتها المحفّزة للآمال مثل “اللحظات الصعبة ستمر وسنتذكرها بافتخار ورضا”. ويكفي أن المفكر الفرنسي جان بول سارتر قال عنها “هذه الممثلة أبكتني وأنستني جنسيتي”.
 
تزوجت الفنانة الراحلة سنة 1963 بالفنان إيهاب نافع الذي كان طيارا جويا قبل أن ينجرف إلى الفن ورزقت منه بابنتها الوحيدة الفنانة غادة نافع.
 
وحكى إيهاب نافع، الذي عمل لفترة في جهاز المخابرات المصرية، عن تعرفه بماجدة في مذكراته المعنونة “لعبة الفن والمخابرات”، والتي حرّرها أيمن الصياد، أنه كان الضابط المخصّص لمرافقة الفنانة خلال أعمال تصوير فيلم “جميلة” بتوجيه من جهاز المخابرات ونشأت قصة حب معها انتهت بالزواج، غير أن ذلك الزواج لم يستمر طويلا، إذ سرعان ما انفصلا، لكنها لم تقترن بعده بأحد.
 
وظلت الفنانة الراحلة قادرة على تنويع أدوارها في السينما لتقدّم بعد ذلك أفلاما معبرة عن المرأة المصرية كـ“أنف وثلاث عيون”، “جنس ناعم”، “النداهة”، وكان آخر أدوارها السينمائية في فيلم  “ونسيت أني امرأة” سنة 1994. وشاركت ماجدة في بعض المسلسلات الإذاعية مثل “أعلنت عليك الحب” و”الحياة قصيرة قصيرة”.
 
واختيرت الراحلة عضوا في لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصّصة، وظلت على مقربة من الوسط الفني، وحصلت خلال مشوارها على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي، كما حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد من مصر.
 
ويقول الناقد الفني طارق الشناوي إن هناك علاقة خاصة جمعت الفنانتين فاتن حمامة وماجدة، حيث ولدتا في نفس العام وماتتا في نفس الشهر، كما جمعتهما آخر جائزة حصلتا عليها في العام 2014  (جائزة عيد الفن).
 
ويشير لـ”العرب”، “كلاهما تصلح للقياس، وسعت نجمات الأجيال التالية إلى تبني مدرسة إحداهنّ”، مشددا على خصوصية رحلة ماجدة الفنية وسط عائلة محافظة من الصعيد لشقيق ضابط، حتى أن المخرج عاطف سالم كان مهددا بالقتل من عائلتها لتصويره قبلة جمعتها بعمر الشريف في فيلم “شاطئ الأسرار” وصرحت ماجدة أن المخرج هو من أجبرها على أدائها.
 
ويؤكد على أن لقبها “عذراء الشاشة” ذو دلالة ويتناقض مع الصورة الذهنية الشعبية الخاطئة عن تعدّد علاقات الفنانين، وتلك الصورة جعلتها أقرب للجمهور. كما تطرق إلى إنتاجها 10 أفلام من بين 70 فيلما أنتجتها، وهو عدد كبير يعكس همها الوطني والقومي.
 
 

آخر الأخبار

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

حين تتحول المهرجانات إلى بوابة للإثراء السريع: من يحاسب الفاسدين؟

حين تتحول المهرجانات إلى بوابة للإثراء السريع: من يحاسب الفاسدين؟

بنزرت تستضيف ملتقى إقليمي حول "مقاربة تشاركية من أجل ريادة المؤسسات الثقافية"

بنزرت تستضيف ملتقى إقليمي حول "مقاربة تشاركية من أجل ريادة المؤسسات الثقافية"

فيروز.. أيقونة الوطن وصوت الأوطان يحتفل بعيدها التسعين وسط أنقاض الوطن

فيروز.. أيقونة الوطن وصوت الأوطان يحتفل بعيدها التسعين وسط أنقاض الوطن

الأيام الترويجية للصناعات التقليدية هو تجسيد لهوية لا تنطفئ

الأيام الترويجية للصناعات التقليدية هو تجسيد لهوية لا تنطفئ

Please publish modules in offcanvas position.