الصفحة 4 من 4
ممثلة مغامرة
نعت الفنانة نبيلة عبيد الفنانة الراحلة، وقالت “هي من نجماتي المفضلات اللاّتي تربيت على أفلامهنّ، وكانت من أسباب ارتباطي بالسينما خصوصا مع تنوّع أدوارها بين الفتاة الأرستقراطية وبائعة الجرائد والثائرة”.
وقال نقيب المهن التمثيلية في مصر الفنان أشرف زكي، “وفاة الفنانة ماجدة خسارة للفن المصري، فهي إحدى قاماته، وارتبطت أجيال عديدة بالفنانة الراحلة، وهي التي قدّمت الفن الحقيقي الذي نفتقده حاليا”.
وأشار زكي إلى أن ماجدة كانت نموذجا للفنانة المثقفة المطلعة، وبرز ذلك في اختياراتها الفنية ومنها “جميلة” و”الحقيقة العارية” الذي لعبت فيه دور مرشدة سياحية مضربة عن الزواج، حتى أفلامها الأولى ذات الطابع الكوميدي. فقد كانت كوميديا غير مبتذلة، فهي فنانة ذات طابع فريد ميزها بين فنانات جيلها، ظلت ماجدة تمثل قيم حب الحياة ومثالا يحتذى به، وظلت حاضرة رغم اعتزالها الفني الطويل.
وتحتفي الناقدة الفنية حنان شومان بقيمة الفنانة ماجدة كمنتجة على نحو خاص، معتبرة أن تلك القيمة لا تقل عن قيمتها كممثلة وربما تزيد. وتوضح “ماجدة واحدة من نجمات جيل هو الأبرز ويضم فاتن حمامة وشادية وهند رستم وغيرهنّ، ورغم ذلك لم تخض أيّ منهنّ المغامرة الإنتاجية التي خاضتها ماجدة فميزتها”.
وتضيف لـ”العرب” أن مغامرتها الإنتاجية لم تكن محسومة النتائج في صناعة السينما، فتجربتها لم تكن بغرض المكسب وإنما للقيم المؤمنة بها، وأسفر ذلك عن إنتاج مجموعة من الأفلام الخالدة.
وأكد الناقد الأدبي والفني أحمد عزيز أن الفنانة الراحلة ماجدة تبقى واحدة من أهم النجمات اللائي أنجبتهن السينما المصرية خلال تاريخها، حيث قدّمت العشرات من الأفلام التي مازالت خالدة، وشاركت إنتاج أفلام أخرى وأسّست لنفسها مدرسة خاصة في التمثيل، لاسيما في دور الفتاة الرومانسية الرقيقة والبريئة.
وتعد رقة ماجدة من الإشكاليات المثارة دائما حولها، إذ يعتبرها البعض لاسيما من الأجيال الأحدث “مبالغا فيها” ويصفونها بتعبير “السهوكة” (كلمة شعبية تعني الرومانسية المبالغة).
ويعتبر عزيز أن عدم استيعاب الأجيال الأحدث للمدرسة الرومانسية التي تعد ماجدة رائدتها الرئيسية هو اختلاف ثقافات، لافتا إلى أنها قدّمت أعمالا متنوعة، ولم تحبس نفسها داخل لون واحد، ثائرة بذلك على ملامحها التي أهلتها للعب دور الفتاة الرومانسية الحالمة.
وأشار عزيز إلى كونها “ممثلة مغامرة” فلم تكتف بتجربتي التمثيل والإنتاج، فخاضت تجربة التأليف والإخراج في فيلم “من أحب” في العام 1966، وهي تجربة الإخراج والتأليف الوحيدة لها، وقامت بدور البطولة بجانب أحمد مظهر وإيهاب نافع ونعيمة وصفي.
وعدّ الناقد الفني ماجدة من نوع الفنانات اللاّتي يحملن قيمة داخلهنّ يظللن محتفظات بها، وانعكس ذلك في اختياراتهن الفنية ذات القيم أيضا، والتي تظل طازجة مهما مرّ الوقت، صالحة للاستدعاء والاستشهاد دائما، كحلول لبعض قضايا المجتمع الملحة، وخاصة ما تعلق منها بالمرأة ومساواتها بالرجل.
ويلفت عزيز إلى دورها المجتمعي، عندما طلبت من الرئيس جمال عبدالناصر في العام 1962 زيادة رواتب المدرسين لأكثر من سبعة جنيهات ونصف الجنيه، واستغلت لقاءها به في المؤتمر الوطني الذي أقيم في جامعة القاهرة، ولبّى لها الرئيس جمال طلبها في اليوم التالي مباشرة.
وكرمها الرئيس المصري الراحل أنور السادات بعد فيلم “العمر لحظة”، وشهد أنها واحدة من الفنانات اللاّتي قدّمن فنا جادا له رسالة قوية ومؤثرة.
مصر - مصطفى عبيد و رحاب عليوة