عدم الإصابة بالكوليرا
و أشار مدير إدارة حفظ الصحة محمد الرابحي، إلى أنّ الوزارة أكدت أكثر من مرّة عدم تسجيل أي إصابة بالكوليرا. في المقابل، وضعت برنامجاً وقائياً لمراقبة كلّ المياه وطريقة تعليبها ونقلها أو حفظها، إلى جانب حجز أيّ مياه مجهولة المصدر توزع في الشوارع والأحياء وذلك بالتنسيق مع شرطة البلدية ووزارة التجارة. واكد أنّ كلّ الجهات المعنية ستتعامل مع المياه المعلبة وغير المراقبة أو تلك التي تنقل بطرق غير صحية تحت الشمس، وإتلاف كلّ الكميات المحجوزة. يتابع الرابحي أنّه جرى التنسيق أيضاً مع جميع الولاة في جميع اللولايات للتصدي للباعة العشوائيين للمياه ووحدات تصفية المياه غير القانونية.
وبالرغم من التحذيرات المستمرة لوزارة الصحة ووزارة التجارة من انتشار وتوزيع بعض المياه مجهولة المصدر، والتي تجلب من أعين غير مراقبة صحياً أو آبار منتشرة خصوصاً في الشمال الغربي، فإنّ تجارة تلك المياه ما زالت كبيرة في عدّة جهات تونسية خصوصاً في الأحياء الشعبية. يقول بائعو تلك المياه التي يقبل عليها الفقراء ممن لا يتمكنون من تحمل كلفة المياه المعدنية، إنّها مياه بعض العيون في جبال الشمال الغربي وهي بعيدة عن أيّ تلوث. وتشهد تلك المياه إقبالاً كبيراً من قبل السكان في بعض المناطق الداخلية لا سيما في ولايات الجنوب، نظراً للانقطاع المستمر لمياه الشرب، وانخفاض سعرها مقارنة بسعر المياه المعدنية المعلّبة، إذ يبلغ سعر الخمسة لترات من تلك المياه دينار ونصف.
وتحفظ المياه في خزانات بلاستيكية غير مخصصة، وتنقل في ظروف غير صحية على متن شاحنات، لمئات الكيلومترات تحت أشعة الشمس. لكن بالرغم من علم أغلب المواطنين بذلك إلاّ أنها تبقى حلاً بديلاً بالنسبة لهم للانقطاع المستمر للمياه خصوصاً في فصل الصيف.