الصفحة 1 من 4
حديث عن طرح ملف عودة سوريا للجامعة العربية في اجتماع طارئ يوم السبت.
أعلنت جامعة الدول العربية، في بيان، عقد اجتماع وزاري طارئ، السبت المقبل، بناء على طلب مصر، لبحث العملية التركية شرق الفرات، شمالي سوريا. ويأتي الموقف المصري، مدعوما بإدانات عربية ودولية، ليكون خطوة جديدة للقاهرة نحو تحقيق اختراق مزدوج، من جهة نكاية في تركيا، ومن جهة أخرى لدعم سوريا، التي حافظت القاهرة على علاقات جيدة معها منذ اندلاع الأزمة.
تتشعب الزوايا الإقليمية والدولية التي يمكن من خلالها قراءة المعاني التي ينطوي عليها التدخل التركي في الأراضي السورية، لكن هناك زاوية يمكن أن تتبلور ملامحها في الفترة المقبلة، وتتعلق بدور مصر الإقليمي وتوظيف هذه الأزمة المعقدة في التخلي عن توجهات جامدة، كبّدتها والعرب خسائر باهظة.
لم تخف القاهرة غضبها من تصرفات أنقرة في شرق المتوسط وسوريا وليبيا ودعمها لجماعة الإخوان والتنظيمات المتشددة.
وظهرت مؤشّرات ذلك في محطات متباينة وصلت إلى حدّ التعبير عنها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم تخف مصر أيضا تعاطفها مع النظام السوري في مواجهة تحديات تهدّد وحدة الدولة، بما يرخي بظلال قاتمة على الأمن القومي المصري، المرتبط تاريخيا بالأمن السوري.
اعتادت القاهرة التعامل مع الأزمات التي تمسّ مصالحها الحيوية بحذر شديد، يعتبره البعض غير مبرر. وجعلتها هذه السياسة أحيانا بعيدة عن التفاعلات الإقليمية. ربما تكون قد جنّبتها في لحظات حاسمة مواجهة بعض المشكلات، لكن لن تكفي لدرء الشرور عنها في المستقبل، خاصة عندما تكون قريبة من الطرق على أبوابها.
تتجاوز أزمة التدخل التركي في سوريا بالنسبة إلى مصر مسألة إطلاق المزيد من الإرهابيين نحوها، أو الانتقام من الرئيس رجب طيب أردوغان الذي درج على مهاجمتها، وتصل إلى مستوى الفرصة التي يمكن أن تستثمرها القاهرة للخروج من العباءة التقليدية للتريث السياسي المبالغ فيه، والذي كان مفهوما عندما شرعت الدولة في لملمة مؤسساتها وخوض معركة ضارية ضد المتشددين والإرهابيين، تراجعت مخاطرها الآن.